ماناش معاهم
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
الشيء الوحيد الذي نجيده أكثر من غيره ، هو قدرتنا الفائقة على تصنيف الناس قبل أن نعرفهم جيدا ، بل قبل أن نعرفهم أصلا ، وهذه القدرة ، في رأيي، مفهومة ، وجد واضحة ،فأنا كنت قد تحدثت في مقالات سابقة عن طرق تفكيرنا غير المتوقعة ، وهذه القدرة تندرج في طرق تفكيرنا غير المتوقعة .
التصنيف هوايتنا اليومية ، هو بلسم جراحنا الكثيرة ،ففي كل صباح نستعد للقيام بهذه الرياضة المفيدة للعين ،واللسان ،والعقل الجامد، نشرع في أماكننا المتواجدين فيها ، في إلقاء مولتووف التصنيفات هذه .
أسباب التصنيف مضحكة ، ومضحكة جدا ،وجد غبية .
تسمع أذناك التالي ؛ هاذاك الراجل ديال الله ...
حين تريد أن تعرف لما ، تفهم أن لحيته هي السبب ؛إذن ، كي أكون من رجال الله ،ليس علي إلا أن أسدل اللحية ، وأضع بعضا من المسك ... ياهههههههههه الأمر جد سهل .
تسمع أيضا ؛ هاذ ولد القحبة واحد الملحد كبير ...
تستهجن الأمر ، وتسأل لما ، وكيف ، فتعرف من خلال كلام طويل عريض ، أن المتهم الملحد ، وجد يدخل بناية البعثة الثقافية الفرنسية الموجودة بالمدينة ؛ هل البناية مكان يجتمع فيه الملحدين ؟؟؟ ماذا يفعلون هناك ؟؟؟ أكيد يعبدون الشيطان ... ثم أني لم أكن أعرف أن البعثة الفرنسية تعلم الإلحاد ... أرجوك نور ظلامي كي لا أدخل هذه البنايات ....هههههههههه.
تسمع أيضا ، أو الأكثر دقة تقصف بتوصيفات ،وتصنيفات هراء ؛ هاذا زامل كبير، وقديم ، وخيخ في الحرفة ... ا
الحرفة ؟؟؟؟؟ ما المقصود بالحرفة ؟؟؟؟؟؟؟ قبل ذلك ،كيف عرفت أنه شاذ ..كيف ...كيف ... أريد أن أتعلم معرفتهم ؟؟ هل رأيته- مثلا- يفعل ... يفعل ...أه ...فهمت أنت ؟؟؟. يجيب ؛ لا ... لا ...سيب معرفتي بأمره أن ملابسه جد ضيقة ،وملونة ، وهو يمشي بإسترخاء ،واستكانة ... كيف تكون هذه علامات الشذوذ يا ناس ؟؟؟؟؟؟؟؟ ما علاقة المثلية الجنسية بتوصيفات أناس مرضى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أفففففففففففففففففففف.
تسمع أيضا ؛ هاذاك الرجل بركاك ، خدام مع المخابرات ، حضي راسك منو ...
مهلا ، قبل أن احتاط منه ،كيف عرفت أنه كما قلت بركاك . الأمر بسيط ؛ دائما يجلس وحيدا في المقهى ، ودائما صامت ،ودائما يكتب على أوراق ما ... ماذا تراه يكتب ؟؟؟ أليست هذه علامات الجواسيس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أأأأأأأأأأأأأأأأأأأه علامات ................ .
لم أرد أن أحدثكم عن تصنيفاتنا للنساء ، فهي كثيرة ، ولا تحتاج لتوضيح ، بل ما يميزها عن تصنيفاتنا للرجال هو أنها ظاهرة ، أي أننا لا نخشى أن نقولها في وجه إمرأة لم نتعرف عليها إلا قبل ثواني .
بكل وقاحة يمكنك أن تقول لمرأة بدينة ، أن شكلها يدل على أنها *قوادة وباطرونة* ... يا سلام ؛ فقط لأنها بدينة ، فهي ستكون مسيرة دار دعارة .
وبإمكانك ، وأيضا بكل وقاحة ، أن تقول لمرأة نحيفة ؛ السكس ما خلا فيك والو ...
عفوا ، أعرف أني جريء بعض الشيء في هذا المقال ،لكن هذا هو واقعنا ، بل حتى النساء اللواتي يحاولن الهرب من هذه التصنيفات بإرتداء أثواب محتشمة ، وعدم الدخول في لعبة الإثارة ، لا يسلمن من تصنيفهن رغم رغبتهن الملحة في الإختفاء عن الأعبن .
إنها الدوائر الفارغة التي نوجد فيها ، دوائر الأحكام الخاطئة ، وتصنيفات للناس على أسس واهية ،إسقاط مرضي لفراغنا المعرفي، ولغريزيتنا على بعضنا البعض .
لذا أقول لهم:
أنا ما ناش معاكم
أنا ماناش مع اللي عندهم أحكام جاهزة
أنا ماناش مع الأغلبية
ماناش مع المعارضة
أنا ماناش مع اللي وسط العرس
ماناش مع اللي كيسمع برا
أنا ماناش معروف في الحفلة
ماناش معروف في العزا
أنا ما ناش أنا كاع
كنت انا شحال هاذي
ومني عرفت أني بزاف عند الناس
نسيت شكون أنا .
هذا بعض الزجل الخفيق ، وإن كنت لا أجيده كثير
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
الشيء الوحيد الذي نجيده أكثر من غيره ، هو قدرتنا الفائقة على تصنيف الناس قبل أن نعرفهم جيدا ، بل قبل أن نعرفهم أصلا ، وهذه القدرة ، في رأيي، مفهومة ، وجد واضحة ،فأنا كنت قد تحدثت في مقالات سابقة عن طرق تفكيرنا غير المتوقعة ، وهذه القدرة تندرج في طرق تفكيرنا غير المتوقعة .
التصنيف هوايتنا اليومية ، هو بلسم جراحنا الكثيرة ،ففي كل صباح نستعد للقيام بهذه الرياضة المفيدة للعين ،واللسان ،والعقل الجامد، نشرع في أماكننا المتواجدين فيها ، في إلقاء مولتووف التصنيفات هذه .
أسباب التصنيف مضحكة ، ومضحكة جدا ،وجد غبية .
تسمع أذناك التالي ؛ هاذاك الراجل ديال الله ...
حين تريد أن تعرف لما ، تفهم أن لحيته هي السبب ؛إذن ، كي أكون من رجال الله ،ليس علي إلا أن أسدل اللحية ، وأضع بعضا من المسك ... ياهههههههههه الأمر جد سهل .
تسمع أيضا ؛ هاذ ولد القحبة واحد الملحد كبير ...
تستهجن الأمر ، وتسأل لما ، وكيف ، فتعرف من خلال كلام طويل عريض ، أن المتهم الملحد ، وجد يدخل بناية البعثة الثقافية الفرنسية الموجودة بالمدينة ؛ هل البناية مكان يجتمع فيه الملحدين ؟؟؟ ماذا يفعلون هناك ؟؟؟ أكيد يعبدون الشيطان ... ثم أني لم أكن أعرف أن البعثة الفرنسية تعلم الإلحاد ... أرجوك نور ظلامي كي لا أدخل هذه البنايات ....هههههههههه.
تسمع أيضا ، أو الأكثر دقة تقصف بتوصيفات ،وتصنيفات هراء ؛ هاذا زامل كبير، وقديم ، وخيخ في الحرفة ... ا
الحرفة ؟؟؟؟؟ ما المقصود بالحرفة ؟؟؟؟؟؟؟ قبل ذلك ،كيف عرفت أنه شاذ ..كيف ...كيف ... أريد أن أتعلم معرفتهم ؟؟ هل رأيته- مثلا- يفعل ... يفعل ...أه ...فهمت أنت ؟؟؟. يجيب ؛ لا ... لا ...سيب معرفتي بأمره أن ملابسه جد ضيقة ،وملونة ، وهو يمشي بإسترخاء ،واستكانة ... كيف تكون هذه علامات الشذوذ يا ناس ؟؟؟؟؟؟؟؟ ما علاقة المثلية الجنسية بتوصيفات أناس مرضى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أفففففففففففففففففففف.
تسمع أيضا ؛ هاذاك الرجل بركاك ، خدام مع المخابرات ، حضي راسك منو ...
مهلا ، قبل أن احتاط منه ،كيف عرفت أنه كما قلت بركاك . الأمر بسيط ؛ دائما يجلس وحيدا في المقهى ، ودائما صامت ،ودائما يكتب على أوراق ما ... ماذا تراه يكتب ؟؟؟ أليست هذه علامات الجواسيس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أأأأأأأأأأأأأأأأأأأه علامات ................ .
لم أرد أن أحدثكم عن تصنيفاتنا للنساء ، فهي كثيرة ، ولا تحتاج لتوضيح ، بل ما يميزها عن تصنيفاتنا للرجال هو أنها ظاهرة ، أي أننا لا نخشى أن نقولها في وجه إمرأة لم نتعرف عليها إلا قبل ثواني .
بكل وقاحة يمكنك أن تقول لمرأة بدينة ، أن شكلها يدل على أنها *قوادة وباطرونة* ... يا سلام ؛ فقط لأنها بدينة ، فهي ستكون مسيرة دار دعارة .
وبإمكانك ، وأيضا بكل وقاحة ، أن تقول لمرأة نحيفة ؛ السكس ما خلا فيك والو ...
عفوا ، أعرف أني جريء بعض الشيء في هذا المقال ،لكن هذا هو واقعنا ، بل حتى النساء اللواتي يحاولن الهرب من هذه التصنيفات بإرتداء أثواب محتشمة ، وعدم الدخول في لعبة الإثارة ، لا يسلمن من تصنيفهن رغم رغبتهن الملحة في الإختفاء عن الأعبن .
إنها الدوائر الفارغة التي نوجد فيها ، دوائر الأحكام الخاطئة ، وتصنيفات للناس على أسس واهية ،إسقاط مرضي لفراغنا المعرفي، ولغريزيتنا على بعضنا البعض .
لذا أقول لهم:
أنا ما ناش معاكم
أنا ماناش مع اللي عندهم أحكام جاهزة
أنا ماناش مع الأغلبية
ماناش مع المعارضة
أنا ماناش مع اللي وسط العرس
ماناش مع اللي كيسمع برا
أنا ماناش معروف في الحفلة
ماناش معروف في العزا
أنا ما ناش أنا كاع
كنت انا شحال هاذي
ومني عرفت أني بزاف عند الناس
نسيت شكون أنا .
هذا بعض الزجل الخفيق ، وإن كنت لا أجيده كثير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق