السبت، 6 أبريل 2013

خطاب الأزمة

خطاب الأزمة
الكاتب : سيومي خليل
----------------------------
خطاب الأزمة سلاح تحمله كل الأيادي ؛ أيادي المعارضة تحمله تهديدا ضد وجه الأغلبية ، وترد به الأغلبية دريعة ضد مناوشات المعارضة ، وتحمله المؤسسات التي سببت الأزمة لهدم كل بناء للخروج من الأزمة ، وتضعه إشبينا المؤسسات التي من الواجب عليها أن تحل الأزمة كي لا تفعل شيئا لحل الأزمة ،والأشخاص مسببوا الأزمة خطابهم حول الأزمة خطاب مخرج من الأزمة ... من لا يعرفون خطاب الأزمة هم فقط من يعيشون الأزمة ، لأنها الحال الوحيدة التي عاشوها .

الأزمة من المفردات التي تَروج في الحقل السياسي والإقتصادي وفق خطط واستراتيجيات مسبقة ، فهي لا تعني شيء ، وتعني كل شيء ، وهي الكلمة المفتاح للأبواب الموصدة في وجه الأهداف السياسية المسجلة من طرف الفرقاء السياسيين ؛ هل هناك أزمة إقتصادية في المغرب ؟؟؟ نعم أو لا ... هذا ما يحتاج إليه المواطن كي يعرف كيف عليه أن ينام ، لكن هذا الجواب غير متاح ، لأن مفردة الأزمة خاضعة لتنزيلات سياسية أنانية جدا .

لقد بدأت الحكومة الحالية عملها وسط حديث عن أزمة ؛ تقارير، تصريحات ، كان أهما تصريح والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري ، عن ضعف نمو إقتصادي مهدد ... ردت الحكومة ببعد الأزمة عن الإقتصاد المغربي ، فكانت بحق حكومة كباقي الحكومات التي لم تستطع الخروج من لغة التعميم ؛كل شيء على ما يرام ، الإقتصاد بأحسن خير ...هذا يكفي المواطن المغربي ، وكفا المؤمنون شر النقاش .

إستمرت الحكومة في عملها وسط نفس طلقات رصاصات الأزمة ؛ خبراء إقتصاديون ، أمناء أجزاب معارضة ،ومحللون سياسيون ... الجميع يصرح أن هناك أزمة ؛ ماهي الأزمة ؟؟؟ وأين هي الأزمة ؟؟؟ ومن هم المسؤولون عنها ؟؟؟؟ هذه الأسئلة ، وغيرها ، تركها هؤلاء الجهابذة في الإقتصاد ، لذكاء القارئ ، والمستمع ، والمشاهد ،المغربي كي يستنتجها ، فماداموا تحدثوا عن الأزمة ،وكتبوها بالبنط العريض دون أي شروحات مفصلة ،فهذا يعني أن هناك من يسجن تحليل الأزمة في الخطاب الغامض فقط .

الحكومة غير متفقة حول خطاب الأزمة ؛فوزير الداخلية ، وأمين عام الحركة الشعبية امحند العنصر يدعو إلى سياسة التقشف وشد الحزام ؛ لماذا هذه الدعوة ؟؟؟ ولماذا هي موجهة للمغاربة جميعا ،والذي نعرف أن فئات كثيرة منهم تعيش فعلا الأزمة ؟؟. أعضاء آخرون في الحكومة يعملون بسياسة امتناع الأزمة عن الواقع المغربي ، لكن لا ضير في استعمال خطاب الأزمة إذا استدعى *الشونطاج* السياسي ذلك ...

قبل كل هذا نحن نتساءل عن المقصود بالأزمة ؟؟؟ هل هي عدم رفع مناصب الشغل الهزيلة مقابل عدد المعطلين ؟؟؟ هل هي ركود في شرايين ضخ المقاولات والشركات بالامتيازات ؟؟؟ هل هو غلاء ثمن *القفة * التي لا تحتوي على شيء بالنسبة للمواطن المعدم ...؟؟؟؟ لا أحد يريد أن يحدد الأزمة ، إنهم يتحدوثون عنها كأن المغاربة جميعا يعرفون لغة الرياضيات ، ويعلمون جيدا عمليات الإحصاء الإقتصادية .

الأزمة أدبيا ، الأزمة فلسفيا ، الأزمة نفسيا ...هذه أزمات يمكنني أن أشرحها لكم ، لكن أزمات السياسين والإقتصادين تتحول إلى خطاب أزمة يراد منه أشياء في نفس يعقوب ، ولا يراد منه شرح الأزمة ،كأنك تسمع لشكوى حارة من شخص تعرض لفقر مدقع، لكنك لاترى شيئا من الفقر هذا ، وتخشى أن يكون مبررا لأشياء تخافها .

لماذا يكثر خطاب الأزمة دون أن نفهما جيدا ؟؟؟هناك سببان إثنان في نظري . أولا ؛ الرغبة في تسييس الخطاب ، واستغلاله قصد الضغط، أو استغلاله قصد التبرير . ثانيا ؛ الغموض الإقتصادي الذي مازلنا نعاني منه ، فليست هناك معلومة إقتصادية لا تقبل شكا عندنا

مرويات مبعثرة

مرويات مبعثرة .
الكاتب : سيومي خليل
------------------------
المروية الأولى :

نحن ، ليس غيرنا ، من أدمى جسد البلاد
ابحثوا عن الخطيئة فينا
فنحن الصغار جدا كبار في اقتراف المعصية ؛
هذا الصغير سبب محوا في حدود البلاد
والصغير الآخر عطل عمل العقول
ومجموعة الصغار تلك أفسدوا الإقتصاد...
إذن ...
ابحثوا فينا عن رأس الخراب
فنحن كلنا جسده .

المروية الثانية :

يروى أن الراوي باع لسانه للسياف
فسرد السياف التاريخ بلغة السيف .

المروية الثالثة :

كانوا يعلمون كذبهم حين نصحونا بالصدق
كانوا يعلمون اننا سنعرف كذبهم
كانوا يعلمون أننا سنكذب على أبنائنا حين ننصحهم بالصدق .

المروية الرابعة :

أول شي بيع كان الحب
لكن لنبيع أكثر كنا دائما نقول ؛
الحب هو الشيء الوحيد الذي نحتفظ به .

المروية الخامسة :

ماذا يعني تاريخ ما ؟؟؟
كيف لحفظ رقم حدث أن يغير حدث آخر ؟؟؟
يسمونها دروس التاريخ
كتلاميذ كسالى كنا لا نعرف من الدروس إلا العناوين
فما شأننا نحن بالعبر
ما شأن من أدمن الفشل بالمعنى
ما شأن من ينبشون قبر الأجداد كي يسألوهم النصيحة باليوم
كتلاميذ كسالى كنا نفضل الغش ، يوم الإمتحان ، عن سؤال العقل
فمات العقل
ولا رغبة لأحد بحضور جنازة هذا الكافر .

المروية السادسة :

الراوي بعد أن باع لسانه للسياف
وكفر العقل
احتمى بالخلق
وبدأ يسرد المناقب ، وخلال الأولين ،والشيم .

المرية السابعة :

شيزوفرينيا ... شيزوفرينيا ؛
آخر أمراض الراوي
وأمراض عصر الراوي
وأمراض المستمعين للراوي
الجميع يشبه الجميع / الجميع يشبه العطب

أين ذهب الرفيق


أين ذهب الرفيق ؟؟؟
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
دعوات تصالح اليسار تظل أمام عتبات الأواب المغلقة ، تصل الدعوة ، لكنها تقرأ عند الباب ،وترمى فوق العتبة، ويغلق الباب من جديد ...

أين تكمن العقدة في أقصوصة اليسار ؟؟؟

في إختصار شديد ، تبرز العقدة في عدم إيمان اليسار باختلافاته المتزايدة ؛ تعدد المرجعيات الفكرية ،وتعدد أساليب الممارسة .

تفصيل غير مهم يمكن أن ينسف توافق مرجعيتين فكريتين في إطار اليسار كمرجعية أعم ، ويمكن الدخول في لعبة الخيانة ؛

يارب اجعلني لا أتهم من أخالفهم الرأي بالخيانة كما قال الشاعر والفيلسوف طاغور ...

لكن زمن عدم وجود الرفيق المناضل يجعل الخيانة لعبة مفضلة .

أن تكون غير يساري لأنك لا تؤمن بثورة الدم أمر يثير فيك الإستغراب، لكنها ، على العموم، تهمة جاهزة ، وقائمة في وجهك متى لم تعجب أحد كهنة اليسار ، فاليسار تحول ، بفعل ما ، إلى ضيق فكري شديد ؛ إما هذه الأفكار المقدسة وإما أنك متطفل على اليسار ...

يشرع المذهب الفكري في الموت حين تموت القدرة على فهمه بشكل أكثر إتساعا . ربط المذهب بأيقونات تتخذ طابع القداسة دليل على موته . ليس هناك أسوأ من ربط اليسار بلنين ، أو ربطه بستالين ،أو ربطه بماو تسي تونغ ، أو جمال عبد الناصر . لسان الحال يقول ؛ مات أولائك واليسار عليه أن يتجدد.

اليسار عليه أن يتجدد وفق سيرورة تراعي مستجدات الفكر الراهن ، فنحن أبناء *الآن *وأبناء الحاضر واللحظة ، لذا يجب نفض ستارة اليسار من القراض ومخلفات الوجبات الدسمة السابقة ، لكن لا بأس إن أصر بعض المتخلفين على أكل تلك الوجبات ، فهناك في اليسار ظلاميون يعادلون إخوانهم في المرجعيات الفكرية الأخرى .