السبت، 23 مارس 2013

تعليق الإدانة

الكاتب سيومي خليل
تعليق الإدانة
الشعر
----------------------------------------------------------
تبحث الإدانة عمن يحملها ،ثقلها يرغب في الإرتفاع
أي جسم يصلح للمهمة ،حتى وإن كان جرذا في حجر ضيق ؛
ذلك الجرذ سبب مصائبنا
هو ، ليس غيره ،من سرق شعلة العقل
لكنه لم يتعرض لعقاب برومثيوس
ولم تصفد يداه ، وينزع نسر أكباده .
-2-
الإدانة عارية في محفل للعراة
أي شخص ترتديه كي تبرر نفسها ؟؟؟
يصلح أي مواطن لتهمة إفساد الوطن
ولحمل الإدانة على متن الجسد .

-3-
من أدين...
حين يتأخر العمر أكثر من اللازم
ويصبح الفرح سريا يُتداول في السوق السوداء
ومحطات الإنتظار أكثر
وكل محطة بها أكثر من منتظر
ويقين المنتظر أن لا قطار يمر
ويمر على المنتظر العمر عابرا مبتسم ؟؟؟؟
-4-
لنعد الحكاية منذ البداية ؛
من أخطأ أولا
من ألقى الإدانة على الخطأ
من نزع الخطأ عن الخطأ
من سمى الشيء بنقيضه وتمترس في الغلط
ونافح مكابرا عن رؤية النفق؟؟؟
-5-
خيار الإدانة إثنين ؛
دن نفسك
أو أدن نفسك ...
وخيار الحكومة إذانة شعب ؛
راه الشعب اللي فاشل
ناسو بقر علال
هايمين ما عرفين فين غادين* ...
وخياري ألا خيار لي
فعندي لا تصح الإدانة مع وجود ماء المحو .
-6-
مدان أنت ... أيها المشرقي / المرسوم بالضاد / المسبغ بدين التأويل /المحكوم بسلطة الصمت / المنذور لرقصة الجهل / الممهور بختم لا تفقه ...
مدان
احمل الإدانة هي الآخرى
أولم تحمل القيد ؟؟؟؟
------------------------------
*
دارجة مغربية

شبيه أكثر تعقيدا

الكاتب : سيومي خليل
قصة قصيرة
شبيه أكثر تعقيدا

-------------------------------------------
صادف أحد العشاق نفسه الأكثر تعقيدا .

لم يتعرف على الآخر /شبيهه، إلا بعد أن أحس أنه يراقبه ،ولأننا نكره أن نكون موضوع مراقبة ، فكر العاشق أن يكتب كل ما سيفعله اليوم ، ويقدمه لهذا الرقيب .

حين قدم العاشق ورقة مكتوب فيها كل ما سيفعله للرقيب ، إبتسم الشبيه، وقال :

أنا أعرف ما ستفعل .

استغرب العاشق :

ألهذه الدرجة أصبحتم أكفاء في عملكم ؟؟كيف عرفت مثلا أني سأستعمل هذا الشامبون، وأني سأذهب عند هذا المحل لأقتني علبة سجائر ..؟؟؟

مرة آخرى ابتسم الشبيه :

لأنني أعرف كيف تفكر ، أنا أملي عليك ما ستقوم به .

أجاب العاشق :

مستحيل أن تملي علينا ما نفعل ،ستنتفي اذن الحرية ، سنصبح غير مسؤولين ...

أنا أراقبك خوفا عليك من هذه الحرية ، ولأعلمك حدود مسؤولياتك .

صاخ العاشق مغضبا :

أتدري أن نفسي لا تستطيع أن تمنع عني حريتي ...

ابتسم الشبيه مرة آخرى :

نحن نفسك بشكل أكثر تعقيدا

حرية الأقفاص


الكاتب : سيومي خليل
حرية الأقفاص
الشعر
--------------------------------------------------
-1-
(
مشهد من الذاكرة )
تصفد اليدين وراء الظاهر ، يوخز الظهر بشكل حاقد ،ويدفع بعنف إلى القبو البارد .
كل شيء بارد ؛ وجوه هؤلاء المتكومين على الإسفلت باردة ، وغير مفهومة ،والأعين لغتها غاضبة .
أبحث عن مكان ، أسأل الإسفلت أن يستقبلني ،كل مساحات الأسفلت مملوءة ،مكان واحد شاغر ،مكان ضيق جد ، أضيق من فرحي ،وقفت فيه ، وانسحب الفرح بالكامل .
-2-
أحمل المشهد في جيوب سروالي
ها هو يتبدد من دخان السجارة
يلبس كلماتي ، يشكلها ، وتأخذ معناه ، ومبناه
والفرح القليل العائد كلما جالسه يخشاه
يلاين الفرح المشهد / يجامله / ينافقه / كي لا يصير على طاولة الأكل ،و يسبق النوم إلى السرير ، ويستيقظ أبكر من الشمس ...
-3-
(
مشهد من الذاكرة )
هروب ..........
وما زلت هاربا منذ لا حقنا جيش الهراوات والعصي
هارب في غرف شقتي ، في الشارع الضيق إلى العمل ، في مقاهي الإدمان على الراحة ...
والجيش ، ببذل الذئاب المتشابهة ، لم يكف من الملاحقة
يشير هنا / يشير هناك /يشير هنا وهناك
هذا قبض عليه/أقدام عدة تركل / عصي تنهال
كل الساحة مليئة بمواقع النحر ،دروس في كيفية قتل الإنسان ...
-4-
جنون الإضطهاد ؛ كيف يسمونه جنون ؟؟؟ .
-5-
عيناي لا تحملان صورا كثيرة
تحمل المشاهد القديمة
تنتج المشاهد القديمة
وتترك للإستبصار حرية الإختيار .
-6-
حرية الأقفاص أيها السادة
فأنا ، الآن ، جميل جدا ، وجد هادئ ، وأفكر في إنشاء عائلة ، والتفكير في ثمن الحديد والإسمنت والرمل ، وارغب في إبن يشبه القمر ، وما أمكن أبادر الآخرين إلى الصداقة ...
لكنها حرية الأقفاص أيها السادة :
غرد أيها العصفور داخل القفص
وأجمل الغذاء داخل القفص
وعصفورة شقراء معك داخل القفص
واكتب الشعر واللحن داخل القفص ؛
شكرا أيها القفص على القفص .
Haut du formulaire