دوائر كائن فارغة
راوية على شكل حلقات
الكاتب : سيومي خليل
هذه الأثتاء ،تتحرك الريح فيها على شكل دوائر فارغة ، تبدو عبرها منطقة جمعة سحيم خاضعة لتأثير خفي ، تأثير إيروسي ، كأننا نشهد ممارسة الحب بين طرفين ملتحمين .
افكر ، والحالة هاته، أن أقوم بجولة في شوارع المنطقة ، لكني أكتفي بجولة في شوارع خيالي، فلا شيء في هذه المنطقة يرغم آلهة الحكمة على النزول بالليل .
هذه المنطقة هي محطتي الثانية في مساري المهني ، وكأننا ، ونحن نبحث عن لقة العيش ،نسافر عبر الأ
قبل هذه المحطة ،كانت المحطات أمامي غير منظورة، ولكي أكون أكثر دقة ، كانت غير محسوسة ؛كنت كمن يتحرك خارج ساقات المعنى ، لا أدري تحديدا في أي الدوائر أنا ، ولا أعرف المقصود بفكرتي الفراغ والإمتلاء . حينها كنت لا فارغا ، ولا ممتلئا ،كنت أعيش نشوة الذي لا يعرف شيء، ولا يهمه ما يقع خارج أحلامه .
ولدت في سنة لا أذكرها تحديدا ؛ هل هناك من يعرف سنة ميلاده ؟؟ وعن أي ميلاد نتحدث ،ميلاد الجسد ، أم ميلاد الحلم ، أم ميلاد الرغبة في العيش دون صفتي الإمتلاء والفراغ . انا ، كالآخرين ،كنت مربوطا بتاريخ رقمي ، بأرقام جوفاء كتبت على بطاقات الهوية . حين نسأل عن ميلادنا ، سرعان ما نجيب يوم كذا ،وسنة كذا ، لكن غابا ما نكون خاطئين ، فالزمن يمشي بطريقة غير مؤرخة ، ولا يهتم لهذا التحقيب المضحك. لذا ولدت في فترة ما ، وفي شروط جد خاصة ،كي لا أقول إسثتنائية ، فنحن جميعا نعتقد أنفسنا إستثناء ، والإستثناء الوحيد الذي نشترك فيه جميعا هو أننا نؤكد دوائر الفراغ .
ربما الصدفة شاءت أن تتلاقى مجموعة من الأحداث في نفس الوقت أثناء ولادتي . أذكر جيدا وأنا أشهد ميلادي ، أن سني تجاوز السادسة عشر ؛ غريب أن تكون الولادة في سن السادشة عشر ، لكن هناك من ولادته تأخرت كثيرا ، وهناك من مات دون أن يعرف لحظة الولادة هاته . وأذكر أن اليوم كان السادس عشر من شهر يناير ، والساعة كانت السادسة عشر مساء . كانت هذه المصادفات جد غريبة ، فلماذا تؤشر الأحداث على أرقام متطابقة . كنت أحمل ،كعادتي ، والتي هي عادة غبية على العموم ،كتابا . لا أذكر عنوان الكتاب ، لكني أذكر أني كنت ارغب في تمييز نفسي عن الآخرين، وهذا لأني اعتقدت أنه ليس لي ما يميزني عن الآخرين ، بعد ذلك سأكتشف أن ما يميزني عنهم أشياء كثيرة ، تبتدأ بالحزن، وتنتهي بالغرابة.
راوية على شكل حلقات
الكاتب : سيومي خليل
هذه الأثتاء ،تتحرك الريح فيها على شكل دوائر فارغة ، تبدو عبرها منطقة جمعة سحيم خاضعة لتأثير خفي ، تأثير إيروسي ، كأننا نشهد ممارسة الحب بين طرفين ملتحمين .
افكر ، والحالة هاته، أن أقوم بجولة في شوارع المنطقة ، لكني أكتفي بجولة في شوارع خيالي، فلا شيء في هذه المنطقة يرغم آلهة الحكمة على النزول بالليل .
هذه المنطقة هي محطتي الثانية في مساري المهني ، وكأننا ، ونحن نبحث عن لقة العيش ،نسافر عبر الأ
مكنة ، كل مكان يمنح وجوها جديدة ، ويمنح علاقات جديدة ،ويمنح ، أكثر من ذلك ، إحساسا بالتفاهة ، بالفراغ ؛ لذا أرى المنطقة فارغة ، والرياح فارغة ، والعلاقات الإجتماعية فارغة .
ما إستنتجته من رحلاتي المهنية هو الدوامة ، إننا نلف على أنفسنا ،ونخرج فارغين ، فلا المكان ،ولا الناس ،ولا العلاقات الإجتماعية بقادرة على ملء الفراغ داخلنا .
ربما لإمتلاك إحساس الفراغ بناصيتي أرى أن ما قضيته ، وماحققته ،هو تأكيد الفراغ ، إننا نفعل كل شيء في الحياة ، ونحقق الأحلام ، ونسعى لتأكيد رغباتنا ، لكننا في الأخير لا نسهم إلا في إعادة إعطاء الريح شكلها الدائري الفارغ ؛ هذا هو ما يعتمل داخلنا .
هذا مايسميه الشيوخ ب*نقص الإيمان * أو *مرض القلب * أو ...لكنه أكثر من ذلك ، إنه اليقين بلا جدوى ما نقوم به ،خصوصا حين تكون الدوامة جامعة داخلها كل الأفعال ؛ صالحة كانت أو سيئة ، فالافعال باتت سيان . لا يهم ما تفعله ، المهم هم من سيصفق على أفعالك تلك ، لذا نميل أكثر الى الأفعال التي يرضى عنها الآخرون ،وننسى الأفعال التي يجب أن تكون في الأصل ، وهذا هو أصل الفراغ، إننا نعمل كي نكون بعين الآخر مقبولين حتى وإن أظهرنا له الجانب الذي لا نرضى عنه .
حين رأيت الريح بدوائرها الفارغة ،تذكرت الفراغ الذي نحمله ، وفكرت أن الإمتلاء هو آخر شيء نفكر فيه .
ما إستنتجته من رحلاتي المهنية هو الدوامة ، إننا نلف على أنفسنا ،ونخرج فارغين ، فلا المكان ،ولا الناس ،ولا العلاقات الإجتماعية بقادرة على ملء الفراغ داخلنا .
ربما لإمتلاك إحساس الفراغ بناصيتي أرى أن ما قضيته ، وماحققته ،هو تأكيد الفراغ ، إننا نفعل كل شيء في الحياة ، ونحقق الأحلام ، ونسعى لتأكيد رغباتنا ، لكننا في الأخير لا نسهم إلا في إعادة إعطاء الريح شكلها الدائري الفارغ ؛ هذا هو ما يعتمل داخلنا .
هذا مايسميه الشيوخ ب*نقص الإيمان * أو *مرض القلب * أو ...لكنه أكثر من ذلك ، إنه اليقين بلا جدوى ما نقوم به ،خصوصا حين تكون الدوامة جامعة داخلها كل الأفعال ؛ صالحة كانت أو سيئة ، فالافعال باتت سيان . لا يهم ما تفعله ، المهم هم من سيصفق على أفعالك تلك ، لذا نميل أكثر الى الأفعال التي يرضى عنها الآخرون ،وننسى الأفعال التي يجب أن تكون في الأصل ، وهذا هو أصل الفراغ، إننا نعمل كي نكون بعين الآخر مقبولين حتى وإن أظهرنا له الجانب الذي لا نرضى عنه .
حين رأيت الريح بدوائرها الفارغة ،تذكرت الفراغ الذي نحمله ، وفكرت أن الإمتلاء هو آخر شيء نفكر فيه .
قبل هذه المحطة ،كانت المحطات أمامي غير منظورة، ولكي أكون أكثر دقة ، كانت غير محسوسة ؛كنت كمن يتحرك خارج ساقات المعنى ، لا أدري تحديدا في أي الدوائر أنا ، ولا أعرف المقصود بفكرتي الفراغ والإمتلاء . حينها كنت لا فارغا ، ولا ممتلئا ،كنت أعيش نشوة الذي لا يعرف شيء، ولا يهمه ما يقع خارج أحلامه .
ولدت في سنة لا أذكرها تحديدا ؛ هل هناك من يعرف سنة ميلاده ؟؟ وعن أي ميلاد نتحدث ،ميلاد الجسد ، أم ميلاد الحلم ، أم ميلاد الرغبة في العيش دون صفتي الإمتلاء والفراغ . انا ، كالآخرين ،كنت مربوطا بتاريخ رقمي ، بأرقام جوفاء كتبت على بطاقات الهوية . حين نسأل عن ميلادنا ، سرعان ما نجيب يوم كذا ،وسنة كذا ، لكن غابا ما نكون خاطئين ، فالزمن يمشي بطريقة غير مؤرخة ، ولا يهتم لهذا التحقيب المضحك. لذا ولدت في فترة ما ، وفي شروط جد خاصة ،كي لا أقول إسثتنائية ، فنحن جميعا نعتقد أنفسنا إستثناء ، والإستثناء الوحيد الذي نشترك فيه جميعا هو أننا نؤكد دوائر الفراغ .
ربما الصدفة شاءت أن تتلاقى مجموعة من الأحداث في نفس الوقت أثناء ولادتي . أذكر جيدا وأنا أشهد ميلادي ، أن سني تجاوز السادسة عشر ؛ غريب أن تكون الولادة في سن السادشة عشر ، لكن هناك من ولادته تأخرت كثيرا ، وهناك من مات دون أن يعرف لحظة الولادة هاته . وأذكر أن اليوم كان السادس عشر من شهر يناير ، والساعة كانت السادسة عشر مساء . كانت هذه المصادفات جد غريبة ، فلماذا تؤشر الأحداث على أرقام متطابقة . كنت أحمل ،كعادتي ، والتي هي عادة غبية على العموم ،كتابا . لا أذكر عنوان الكتاب ، لكني أذكر أني كنت ارغب في تمييز نفسي عن الآخرين، وهذا لأني اعتقدت أنه ليس لي ما يميزني عن الآخرين ، بعد ذلك سأكتشف أن ما يميزني عنهم أشياء كثيرة ، تبتدأ بالحزن، وتنتهي بالغرابة.