الأحد، 4 نوفمبر 2012

ظل إكزوتيكي


ظل إكزوتيكي
الكاتب : سيومي خليل
-----------------------------
الجنس نعمة أم لعنة ؟؟؟؟
هذا السؤال  بدا مثيرا لهؤلاء الذين جلسوا  أمامي .كانوا أربعة ، ربما أقل، ربما أكثر ، وأشياء أخرى  كانت عددهم الموالي . سألت نفسي  سؤالا آخر . أنا الجالس  ، وغالبا  ما سأكون  جالسا وحدي ، رغم أني  لا أذكر  هذا  الأمر . سألت نفسي ... آه ... تذكرت،  لم أكن جالسا وحدي ، فأنا  سألت نفسي ، مما  يعني أنها  هي التي  جالستني . سألت نفسي  هذا السؤال : ماذا يعني الجنس ؟؟؟
لأني  دقيق في تحديد  المفاهيم ، ودقتي هذه إقتصرت فقط  على هذا الأمر  ، كنت تعيسا جدا ، فأنا  لا آخذ  الكلمات كما هي ... ربما  لهذا السبب  لا تعمر  الصديقات والأصدقاء معي كثيرا .
 قلت لنفسي : الجنس ليس أكثر  من أحد عشرة دقيقة ...
وقفت عند أحد عشرة  دقيقة  ؛ كيف أقحمت  هذا العدد في تعريف الجنس ؟؟؟؟
 بدون  أي جهد  عرفت  أن أحد عشرة دقيقة  رواية  لباولو كويلهو ، ولأني سمعت السؤال  ، وطرحت السؤال  على نفسي،  في نفس الفترة  التي أقرأ فيها  الرواية  ،كان التعريف بهذا الشكل .
باولو يقول  أن ما يجمعنا  ليس أكثر  من أحد عشرة دقيقة  ، فيها تنفتح الساقين  ، ويلج  أير  الكهف .
سمعت  أحد هؤلاء  الذين يجلسون  أمامي يقول :
كلشي عل الفتيحة ، الله يخلي لينا السكس...
 رد الجميع  عليه بضحكات  عالية .
 أردت أن أسأله  :
هل  أنت نفسك  عندما تمارس الجنس ؟؟؟
خفت أن يؤول  السؤال  ،ويظهر جانبه الرجولي  الفحل ،وينتفخ كالديك .
فسألت  السؤال  لنفسي، ووجدتني  لا أعرف الجواب ، بل حتى أنا  أظهرت  جانبي الرجولي  الفحل ،وانتفخت  كالديك الرومي  ، وصحت علي :
آش هاد التخربيق  ديالك ...
 لكني  قلت :
 إني أصبح في الجنة  عندما أمارس السكس ...
 نسيت أني أكلم نفسي ، لذا رفعت  عيني  بسرعة  في رواد المقهى ، كي أتيقن  أنهم لم يسمعوني  .
 تذكرت  أن لا أحد  أصبح يسمع غيره، فالكل مشغول بأشياء  آخرى غير  الإستماع ، لكني استمعت  إلى  آخر من هؤلاء  الذين يجلسون أمامي  يقول :
كاين (...)
لقبح هذه الكلمة ، ولشيوعها ، ولأنك أيها القارئ ستعرفها  ، لا داعي لذكرها ...قال :
كاين اللي (...)خلاه لاباس عليه  ، وقلب ليه عل خدمة  ،وكاين اللي مراتو كتسرف عليه ...
هنا تذكرت مشكلة  الشغل  ؛ هذا إقتراح  جيد للتخلص من معضلة  البطالة ، فلما لا تكون  التنمية  مرتكزة على هذا العضو البشري  البارز ...
تفو ...تفو ...
دون أن أخرج رذاذ رضابي تفلت  ، وقلت :
هل ما زال  من يفكر في الجنس  هكذا ؟؟؟
 بعد  صمت سألت سؤالا   آخر ؛ وهل فكر الناس في الجنس  بشكل غير هذا ؟؟؟ أليس هو صخرة  تحطم الرجال  والنساء  معا ؟؟؟ لا أقول الحب يا نفسي ، الحب موضوع  آخر ، موضوع  أصعب بكثير  ...دعينا فقط في الجنس ، فنحن نمارسه جميعا ، لكن الحب قلة  منا هي التي تمارسه، وهو ليس مهما في حياة  الناس ، إنه مهمة  الشعراء ، ومهمة الفنانين  ، ومهمة ذوو الأنفس العالية كالجبال.
إستنتجت  أن الجواب عن سؤال ؛هل الجنس لعنة  أم نعمة ؟؟؟ غير واضح  ، فكل هؤلاء  الذين يجلسون  أمامي  يجيبون بأنه نعمة  ليس بعدها نعمة ، وبأنه ، في نفس الوقت ، شر البلايا  .
 اسمع جواب  أحدهم :
 الح...و...ا ...
 وقال هذه الكلمة متقطعة
 الحوا هو علاش كنخدمو ، أنا عشرين عام ديال الغربة  مراتي كانت سبابي فيها  ،بغات لفلوس بغيت انا الدفا ...
فكرت أن الدفء  الذي يتحدث  عنه هو دفء  الفرج ليس أكثر . هل يعرف دفء الحب ؟؟؟؟ لا اظن ؛ فشخص يُرجع  غربة عشرين عاما  لتسلط زوجته،  أكيد لا يعرف من الحب  إلا أحد عشرة  دقيقة  التي تحدث عنها باولو  .
أحد هؤلاء الجالسين  أمامي غير متزوج  . قال :
انا هاديك  خيت  سالباني  ، والله ما عرفت  اشنو دايارى لي ،غير كتسلت حويجها كدامي  ،كنحس بأني بعلوك صغير  حداها ...
تم بسرعة ،وفي عبارة مناقضة  للأولى :
الله يخلي النسا فيما كانوا .
هل يعرف هذا الآخر ما به ؟؟؟ لا أظن ؛ فشخص  يرتعش لأن جسدا يتعرى  أمامه لن يعرف  أكثر مما يعرفه جهازه التناسلي .
هنا -ولا أدري  لما تأتي  دائما المقارنات  - قارنت بين رؤيتنا  للجسد، ورؤيتهم  للجسد  ، أقصد من  أقاموا الفكر  نهجا للرؤيتهم  ، فوجدت أن ما يجمعنا  نحن بالجسد ليس فقط احد عشرة  دقيقة كما جاء في الرواية ، بل أكثر من ذلك.
ما يجمعنا  مع الجسد هو  عمر كامل،لكنه عمر ضائع .

هارب اقبح من قرد

هارب ٌأَقبحُ من قرد ٍ
الكاتب : سيومي خليل 
-------------------------------------------

كُنا نركضُ كَالمجانين
نحنُ الذينَ عرفنا كل شيء عنْ بعض
نَسينا أَنفُسَنا
بالكادِ كنا نَرى تَراقُص ظِلاَلنا
هَربا
لمْ يُعرْ أحدٌ انتباها
لنَفَس الآخر المُتقطع
ضَرباتُ القلبِ لا تتَوقف
مَتى توقفتْ كي تتوقفَ الآن؟؟؟
آه ...لقد تَوقفت الضربات
وتوقفَ الركضُ
وتَوقف هَذا الجنونُ
وابْتَدأ ليلُ الإِستنطاقِ الطويل ؛
مَنْ أنتَ ...؟؟؟
لستُ إلا أنا الجالسَ أَمامك
مَا عُمرك ...؟؟؟
عمري عمرُ رَكضي
ممَا تَركض ...؟؟؟
أَنا الكائنُ الهَش
المَجبولُ عَلى اللاشيء
أركضُ منْ كل شيء هَاربا
أَهرب ُمنْ أَيادٍ لا أَعرفها
أَهربُ من أَعينٍ وقِحَةٍ
أَهربُ من أَسْئِلتك ...
لما أَنَا هُنا ...؟؟؟
لأنك مَا رضيتَ أَن تَكون هُناك
لمْ تَعرف كيفَ لا تَقولُ مَا تعرف
ومَا تعرفُه خَاطئ
لأنهُ غيرُ مُفيد
آه ... فَلسَفَتك جيدة
لكن وظيفتك نافذة على الموتِ
أَنتم تتَحدثُونَ عَن الأَمن
أَي أمنٍ يُحْمَلُ عَلى المَوت
هَذا شَر كَامن في المهنة
تُجيدُون إخرَاجَه
يَتقيَأ الواحدُ عيوبَ الجميع علينا
وتَتَناوبونَ في الهضم
... أَمْ أَنه إبتلاعٌ دونَ هضمٍ ؟؟؟
لَمْ تَمثَتل للأمر حينَ أُمرت
...أَهذا مُوجب الإبتلاع ؟؟؟
وانتفختَ كديك ٍ رُومي
...أَهذا موجب الإبتلاع ؟؟؟
وأَنت، الآن،لستَ أكثر منْ قردٍ...
أنَا الكائِنُ الهش
أَسوَأُ مِنْ قردٍ
رُحِمَ
ولمْ أُرحَم من الاستنطاق
داخلَ قَفصٍ هُو
أنَا دَاخلي القفص
القردُ ينُط
أَنا ممنوعٌ من النط
أركضُ فَقط
لتزدَادَ سُرعَتي في الركض
تلاحقني أطيافٌ صَنَعتموها
حينَ يَشتَدُ عَطشُها للدم
يَأتي الأَمرُ ؛ملاحقة
وأَلاحقُ أحلاَمي
وتُلاحقُ أحلامي سَرَابا
والسرابُ سجنٌ بَارد
بمَا حُكم عَليك ...؟؟؟
ثلاثُ أَشهُر نافذة
لِما حُكم عليْك ...؟؟؟
لأَني لمْ أعرفْ كيفَ أعرف
لمْ أَفهم المقصودَ من المقصود
ولم يكنْ بجنبي حائط ٌ استندُ عليه
ولأني قبيحٌ كَقردٍ
أشهرَ قاضٍ غريب
تُهمة الغَرابة في وجْهي الغريب؛
أَنت غريبٌ
والأَغربُ منكَ ركضُكَ
قلنَا لكَ قفْ
لمَا لمْ تَقف ...؟؟؟
لأن لا أَرضَ تحتَ قَدمي
هو فقط فَراغٌ
وكي لا أسقطَ أَركضُ
نحن إِما نَركُض
أو نَسقط
أو نَنحني
وانحني لِحكم القَاضي الحكيم
وانحني لحكم الله ...
أهو حكم الله حَقا ؟؟؟
أيهوى الله ركضَ العباد ؟؟؟
تعاليتَ حتى كُنتَ مني كَأَني
وأَنا هُناكَ كُنتَ هُناك
سَمعتَ الحكمَ
وربما..ابتسمتَ مثلما ابتسمتُ
فهو ليسَ حُكمك كي لا تَبْتَسم
أهؤلاء قُضاتك...؟؟؟
ام أخطاء... ؟؟
أم لا ذا .. أمْ لا ذاك ؟؟؟
وكُنتَ فِي فضاءً حُر
وكُنتَ مفتَاحَ السجن
ورسمتَ طريقا آخر للحلم
وعَلقَ مُهماتَهُ القدر
لِيحضُرَ ركضَا آخر
وهَاربا أقبح من قردٍ.
هكذا سَمعتُهم يَتهَامَسون ؛
هاذ القرد دين مو ...