ظل إكزوتيكي
الكاتب : سيومي خليل
-----------------------------
الجنس نعمة أم لعنة ؟؟؟؟
هذا السؤال
بدا مثيرا لهؤلاء الذين جلسوا
أمامي .كانوا أربعة ، ربما أقل، ربما أكثر ، وأشياء أخرى كانت عددهم الموالي . سألت نفسي سؤالا آخر . أنا الجالس ، وغالبا
ما سأكون جالسا وحدي ، رغم
أني لا أذكر هذا
الأمر . سألت نفسي ... آه ... تذكرت،
لم أكن جالسا وحدي ، فأنا سألت
نفسي ، مما يعني أنها هي التي
جالستني . سألت نفسي هذا السؤال :
ماذا يعني الجنس ؟؟؟
لأني دقيق
في تحديد المفاهيم ، ودقتي هذه إقتصرت فقط على هذا الأمر
، كنت تعيسا جدا ، فأنا لا آخذ الكلمات كما هي ... ربما لهذا السبب
لا تعمر الصديقات والأصدقاء معي كثيرا
.
قلت لنفسي
: الجنس ليس أكثر من أحد عشرة دقيقة ...
وقفت عند أحد عشرة دقيقة ؛
كيف أقحمت هذا العدد في تعريف الجنس ؟؟؟؟
بدون أي جهد
عرفت أن أحد عشرة دقيقة رواية
لباولو كويلهو ، ولأني سمعت السؤال
، وطرحت السؤال على نفسي، في نفس الفترة
التي أقرأ فيها الرواية ،كان التعريف بهذا الشكل .
باولو يقول
أن ما يجمعنا ليس أكثر من أحد عشرة دقيقة ، فيها تنفتح الساقين ، ويلج
أير الكهف .
سمعت أحد
هؤلاء الذين يجلسون أمامي يقول :
كلشي عل الفتيحة ، الله يخلي لينا السكس...
رد
الجميع عليه بضحكات عالية .
أردت أن
أسأله :
هل أنت
نفسك عندما تمارس الجنس ؟؟؟
خفت أن يؤول
السؤال ،ويظهر جانبه الرجولي الفحل ،وينتفخ كالديك .
فسألت
السؤال لنفسي، ووجدتني لا أعرف الجواب ، بل حتى أنا أظهرت
جانبي الرجولي الفحل ،وانتفخت كالديك الرومي
، وصحت علي :
آش هاد التخربيق
ديالك ...
لكني قلت :
إني أصبح
في الجنة عندما أمارس السكس ...
نسيت أني
أكلم نفسي ، لذا رفعت عيني بسرعة
في رواد المقهى ، كي أتيقن أنهم لم
يسمعوني .
تذكرت
أن لا أحد أصبح يسمع غيره، فالكل
مشغول بأشياء آخرى غير الإستماع ، لكني استمعت إلى
آخر من هؤلاء الذين يجلسون أمامي يقول :
كاين (...)
لقبح هذه الكلمة ، ولشيوعها ، ولأنك أيها القارئ
ستعرفها ، لا داعي لذكرها ...قال :
كاين اللي (...)خلاه لاباس عليه ، وقلب ليه عل خدمة ،وكاين اللي مراتو كتسرف عليه ...
هنا تذكرت مشكلة
الشغل ؛ هذا إقتراح جيد للتخلص من معضلة البطالة ، فلما لا تكون التنمية
مرتكزة على هذا العضو البشري البارز
...
تفو ...تفو ...
دون أن أخرج رذاذ رضابي تفلت ، وقلت :
هل ما زال
من يفكر في الجنس هكذا ؟؟؟
بعد صمت سألت سؤالا آخر ؛ وهل فكر الناس في الجنس بشكل غير هذا ؟؟؟ أليس هو صخرة تحطم الرجال
والنساء معا ؟؟؟ لا أقول الحب يا نفسي
، الحب موضوع آخر ، موضوع أصعب بكثير
...دعينا فقط في الجنس ، فنحن نمارسه جميعا ، لكن الحب قلة منا هي التي تمارسه، وهو ليس مهما في حياة الناس ، إنه مهمة الشعراء ، ومهمة الفنانين ، ومهمة ذوو الأنفس العالية كالجبال.
إستنتجت أن
الجواب عن سؤال ؛هل الجنس لعنة أم نعمة
؟؟؟ غير واضح ، فكل هؤلاء الذين يجلسون
أمامي يجيبون بأنه نعمة ليس بعدها نعمة ، وبأنه ، في نفس الوقت ، شر
البلايا .
اسمع
جواب أحدهم :
الح...و...ا ...
وقال هذه
الكلمة متقطعة
الحوا هو
علاش كنخدمو ، أنا عشرين عام ديال الغربة
مراتي كانت سبابي فيها ،بغات لفلوس
بغيت انا الدفا ...
فكرت أن الدفء
الذي يتحدث عنه هو دفء الفرج ليس أكثر . هل يعرف دفء الحب ؟؟؟؟ لا اظن
؛ فشخص يُرجع غربة عشرين عاما لتسلط زوجته،
أكيد لا يعرف من الحب إلا أحد
عشرة دقيقة التي تحدث عنها باولو .
أحد هؤلاء الجالسين أمامي غير متزوج . قال :
انا هاديك
خيت سالباني ، والله ما عرفت اشنو دايارى لي ،غير كتسلت حويجها كدامي ،كنحس بأني بعلوك صغير حداها ...
تم بسرعة ،وفي عبارة مناقضة للأولى :
الله يخلي النسا فيما كانوا .
هل يعرف هذا الآخر ما به ؟؟؟ لا أظن ؛ فشخص يرتعش لأن جسدا يتعرى أمامه لن يعرف
أكثر مما يعرفه جهازه التناسلي .
هنا -ولا أدري
لما تأتي دائما المقارنات - قارنت بين رؤيتنا للجسد، ورؤيتهم للجسد
، أقصد من أقاموا الفكر نهجا للرؤيتهم
، فوجدت أن ما يجمعنا نحن بالجسد
ليس فقط احد عشرة دقيقة كما جاء في
الرواية ، بل أكثر من ذلك.
ما يجمعنا
مع الجسد هو عمر كامل،لكنه عمر ضائع
.

