الاثنين، 22 أكتوبر 2012

الرغبة والحاجة



مفهوم الرغبة
مقرر السنة الاولى بكالوريا علوم وأداب إنسانية 
الكاتب :سيومي خليل
--------------------------------------
تقع الرغبة ضمن الجانب النفسي للأفراد، وغالبا ما تكون هذه الرغبة لاواعية ، والمقصود هنا بلا وعي الرغبة ،هو عدم إدراك أسباب مواضيعها المختلفة ، فما يبدو سببا واضحا لرغبة ما ،يخفي دائما أسباب لاشعورية ،هي المحفز الأصلي للرغبة ؛ رغبة الطفل في دمية لا يكون مرتبطا بفعل اللهو ،واللعب، فقط ، بل تكمن أسباب تفريغ متعددة للتحقيق الرغبة .
يُعرف إبن منظور الرغبة في معجم لسان العرب بأنها؛الحصول على الشيء والطمع فيه ... يقال رغب ، ورغب في، ورغب عن الشيء، أي تركه متعمدا ، وزهد فيه...
دلالة الرغبة تصبح أكثر تعقيدا حين ترتبط بالحقل الفلسفي ،النفسي منه والسيوسيولوجي ، فمعجم روبير  ، يشير إلى أن الرغبة هي عبارة  عن ذلك الميل  إلى تحصيل  شيء ما ، بغية تحقيق اللذة  والإنتعاش . في هذا الجانب تكثر الرغبات التي تسعى إلى تحيقق لذة معينة ؛ الرغبة في النجاح، الرغبة في الغنى ، الرغبة  في القوة ... إنها رغبات تشترك جميعا في هدف تحصيل اللذة.
تعدد المفاهيم  الدالة على الرغبة  يؤكد إلتباس المفهوم ، ويؤكد على تشعب معانيه ، وتعددها بشكل  كبير ، فدلالة الرغبة  فلسفيا  ،وكما جاءت في معجم لالاندالفسفي ؛هي عبارة عن ميل  عفوي وواع نحو غاية معلومة  أو متخيلة .
إن مفهوم الرغبة ملتبس ، وجد مركب،مما يجعله يتلاقى مع مفاهيم من مثل  الحاجة والإرادة والسعادة ...
فما العلاقة  بين الرغبة والحاجة ؟؟؟وهل يمكن الحديث عن علاقة تحويلية بينهما ؟؟؟وكيف يتم ذلك ؟
تحيل الحاجة إلى كل ماهو ضروري لبقاء الذات ، وللحفاظ عليها  ،من مثل المأكل، والملبس ، والمسكن ، وغيره من الحاجات الأساسية لبقاء النوع ، والحاجة تكون في الغالب ملحة ،أما الرغبة فهي نوع من النزوع  ،وهي ميل الذات  إلى كل ما يجلب  اللذة لها، وإلى كل ما يجلب لها  الإستمتاع ،والنشوة ...
نقط الإختلاف بين الرغبة والحاجة  تتمثل في ؛
-1-الحاجة تتميز بصفة الإلحاح ، فهي تفرض نفسها ، لإرتباطها ببقاء الذات ، أما الرغبة  ، وإن كانت ملحة فهي  غير  إجبارية ، وغير مرتبطة ببقاء الذات.
2- غالبا ما تكون مواضيع الحاجة  تابثة  ، وغير متشعبة ، فالحاجة الى المسكن ،موضوعها الأمن ، أما الرغبة فإن مواضيعها متعددة ، ومرتبطة  بعضها بعضا ،ولا تكون دائما واعية ، الرغبة  في إقتناء الملابس ، تخبئ وراءها مواضيع متععددة ،وغير واعية .
3- التخلي عن الحاجة  مهدد لبقاء الذات ، في حين  أن عدم تحقيق الرغبة  ، لا يؤدي إلا غلى نوع من الحرمان .
4-تحقيق الحاجة يضمن بقاء الذات ،أما تحقيق الرغبة فيؤدي غلى تميز الذات ،مما يجعل الرغبة هي عنوان للإبداع البشري ، وللسمو ، الذي يميز الإنسان عن باقي الكائنات.
إن الإختلافات بين الحاجة والرغبة ، لا يمنع من أن تصبح الحاجة  عبارة عن رغبة ، في هذا الصدد سنتعرف على أطروحة ملاني كلاين فيما يخص علم نفس الأطفال .
أطروحة ملاني كلاين
تعتبر ملاني كلاين من علماء نفس الأطفال ، الذين تنبهوا ، وبفعل ملاحظاتهم الدائمة  لسلوكات  الأطفال، إلى العلاقة  التي تربط الحاجة بالرغبة في هذه السلوكات .
تنبهت ملاني كلاين  إلى أن علاقة الإبن الرضيع بالأم ،خصوصا بثديها ، ليست فقط حاجة بيولوجية ، فالطفل لايسعى فقط الى تحقيق إشباع غريزي ، ولا يطمح فقط للأكل ، بل هو يسعى إلى تحقيق رغبة لاشعورية  تتمثل في التخلص من دوافعه التدميرية وقلقه وخوفه .
إن الاطفال يسعون دائما للحصول على ثدي الأم سواء كانوا  محتاجين لإشباع الحاجة إلى الاكل او لا ،مما يجعل  الثدي يقوم بوظيفتين :
-وظيفة  إشباع حاجة بيولوجية
-ووظيفة تجنيب الطفل الخوف ،والقلق ، وتخليصه من دوافعه التدميرية  ،وقلقه الإضطهادي .
إن العلاقة بين الرغبة والحاجة  في حالة الطفل تصبح علاقة تحويلية ،تحكم حياة الأطفال في المستقبل ، فإشباع حاجة الطفل البيولوجية ،تحول إلى غشباع رغبة نفسية  للطفل  في الأمن،وهذا الامر يتم بطريقة لا  شعورية .
 إن اي خلل في طريقة الأشباع وفي زمن الإشباع بإمكانه ان يأثر سلبا على مستقبل الطفل ، لذا تنصح ملاني كلاين بترك مهلة للأطفال ن،كي يعانوا فيها  من إحباط متوسط ، ويعدها تشبع حاجتهم ورغبتهم في الثدي ،هذا الامر الذي يساعد على خلق نوع من الإعلاء المسهم في الإبداع والفن عموما .
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خُذكَ ، أَيهَا الحُب ، بَعِيْدَا


خُذكَ ، أَيهَا الحُب ، بَعِيْدَا
----------------------------
الكاتب :سيومي خليل
----------------------------------------
أَيهُا الحُب لا تُصَاحِبني
إِلى حَيث أَذهب 
لا تَكنْ صَديقي
فَقَطْ ، تَحَدث عَنْي
حِينَ يَنسَاك الناسُ
ولا يَعرفُونك غَير ذكرى
وتصْبِحُ عندهم أَسماءً للعشيقاتِ
لا تُصَاحبني
فلا أَحدَ يُصاحِبُ
إلا ظلهُ
ولا أحدَ يقولُ مَنْ هو لغَيرِه
لا تُصَاحب، أيهَا الحُب ، أَمكنتي
فهي أمْكِنتي
لا أمكنتُكَ
ولا تُذخن ،كما أذخنُ، بهَا
رَحيقي
فلا نسائِمَ سَتجد
ولا رَائحةً للإِحتِرَاق
ولا تُجالسْ مَنْ أَعرف
فأنا لاَ أعرفُهم
ولا أَذكرُ منهم غيرَ الأشكالِ
والأسماء
هم لاَ يُجَالسونني إلا حِينَ تَخلو مَقاعِدُهم
ولا يحدثونني إِلا حينَ تَجفُ لٌغَتُهم
أيهَا الحب ،بعيدا ظل
فكل إقترابٍ ضَلالٍ
وأَنا كُفيتُ زيغي هَذا
وأنا باقٍ كَما كُنت
لا أعرف مني شيئا يُوافقك
ولا أفهم كَيفَ أصيرُ أُحب
وأنا غَيرُ مُستعد
لألعبَ في عَقارب وجداني
خذك بَعيدا
ولَوح من هناك
كي لا أنسى أنك موجود .

قرار وزارة التعليم الأخير


لنقر ،وبشكل واضح ، بجرأة خطوة  وزارة التربية والتعليم الأخيرة ، خطوة تعيد  السياق إلى معنى التربية المفقود ، وتنشيء رابطا  بين الوظيفة  وإحترام قوانينها الخاصة . لكن –ولكن هذه تتمفصل في المعاني والقرارات تمفصلا خبيثا –  ألا يمكن الحديث، وكما دائما عن عور  بين  يصيب التنفيذ ، ويصيب تنزيل القرارات عمليا ،كما حدث مع لائحة المأذونيات سابقا،وكما حدث في غير ذلك ؟؟؟

لنوضح قرار وزارة التربية والتعليم  الوطنية الجريء ؛ تعلن وزارة التربية الوطنية  عن لائحة بإسماء  الموظفين، ولائحة يإسماء العاملين بالقطاع  ،والمستفيدين بشكل غير قانوني  من السكن الوظيفي والإداري ... لائحة هدفها تصحيح هذا التجاوز الحاصل ، وهدفها إعلام الرأي العام .

القرار جد صائب ، وعملي ، ومتنور ، وعقلاني إلى أبعد الحدود ، وهو ، قبل كل هذا ، يعطي القطاع الوصي مسؤوليته عن أي تجاوز ؛ فغلا حق لمن لا يحترم القانون ...

في  الإطار نفسه ،عرفت حالات تجاوز خطيرة تمس بهيبة وظيفة التعليم ، لقد علمت  من كان يشغل سكنا وظيفيا ، فقط ،كي يضع فيه دراجته النارية ، ويذهب عند إنتهاء العمل إلى مسكنه الخاص ... وعلمت من إنتقل من مكان عمله ، لكنه لم يتخلص من مفاتيح سكنه الإداري السابق ،كي لا يستفيد منه طرف آخر ... وعرفت مدراء يوزعون  السكن الوظيفي وفق مشيئتهم الربانية –عفوا وفق مشيئتهم الإدارية – وكأنهم يوزعون المهام على قاطفي البرتقال في ضيعاتهم الخاصة ...كلنا يعرف الكثير ، وكلنا يصمت كثيرا ، إلى درجة  يعتقدنا الجميع لا نعرف شيئا أبدا .

جاء قرار الوزارة كي يقول ما كان واضحا لنا ، لكننا كنا عاجزين عن قوله ،جاء القرار كي يفضح  تسيبا عنكبوتيا ،تعنكب إلى أن اصبح تابثا  في المشهد لا يتغير .

اللائحة ستضع الخارجين عن القوانين المعمول بها في قطاع التربية والتعليم  ، أمام أنفسهم أولا ، وستضعهم ثانيا أمام مهنة كريمة ،تفرض صفات خاصة على العاملين بها ،لكنها ، للأسف الشديد، دنست بهم ،وستضعهم أخيرا أمامنا نحن ، نحن الذين  كنا نعرف ما يقع، وكنا نفضل الصمت،ونفضل السلامة  ... لائحة ستجعلهم يعرفون أنهم كغيرهم من  المفسدين  ،وإن اختفوا وراء وظيفة جليلة .
الفساد لا لون ولا رائحة له ، إنه كالجراد  يأكل أضعاف وزنه بكثير .

لكن ما بعد اللائحة ؟؟؟ ما بعد نشر أسماء المستفيدين بشكل غير قانوني بالسكن الوظيفي والإداري ؟؟؟ هل سيفعل القانون؟؟؟ هل ستنزع عنهم ملكيات ليست لهم ؟؟؟ أما أننا سنكرر مهزلة المأذونيات ؟؟؟؟وسنكر نشر لاوئح المستفيدين دون اي إجراء عملي   ؟؟؟.
علينا أن نأكد أحقية قرار مثل هذا في التنزيل الفعلي، وأحقيته في فرض سلطة القانون...
لنبدأ من هنا ، فطريق تصحيح أخطاء منظومة التعليم  مليئة  بالمنعرجات.