الاثنين، 5 نوفمبر 2012

تحكي السعادة قصصها الغريبة للقلب


تحكي السعادة قصصها الغريبة للقلب
الكاتب : سيومي خليل
-----------------------------
نبحث جميعا عن السعادة
في كل شيء نبحث عن شيء يفرحنا
نغامر ، نقامر ، نمنح أنفسنا للغير ، نديرُ جهةَ المجهول العمرَ ، نرجو القدر ، ونرفع أَعيننا إِلى الله في القمر
كي نكونَ سعداء
كي لا نعْرف الحزنَ الشديد
يكفي أَنْ نعرف  حزنا خَفيفا
حُزنا مشتركَا
لا نريد أَن نكونَ غرباء
فَنُجمع لأنفسنا  الأَصدقاء
ليس مهما  مَنْ هُمْ
يكفينا أن نقول ؛ لَدينا  أَصدقاء
 لدينا  من يسمع حين نتكلم، مَن يتكلمُ عنا حينَ نهيمُ ،من يختلفُ معنا في الحكم ،من يدعو دوام َ الصحةِ لنا كل يوم
كل هذا كي تكونَ لنا لحظة سعيدة
ننسى فيها  أَن الألم على البَابِ  ينتظرُ
والحزنُ ينتظر
وتترقبُ البلايا  مسيرةَ العمر
نعرفُ أَن كل المرغوب عنه  في الحياة  يمر
ونصرُ
على شراء السعادة  بخداع القدر
فليس بمقدورنا السير  دون أن نرفع أعيننا إلى الأفق
حتى وإن لم يكن أُفقا ، حتى وإن كان  سرابا، مجرد خيال هارب ،حتى وإن كان حكما بالغياب ، ومهمة أبدية  لجمع الضباب
نرفع أعيننا  لأننا نتوقع السعادة  أمامنا
لا تقعُ على جوانِبنا ، ليست في الأسفل ، ليست بين أَصابعنا ، إنها دائما تسبقنا
دائما أَعيننا تعتقلُ السعادةَ كي لا تفر
نتخلى عن متاع السنين الطوال ، نعيد  ترسيم فكرنا  الهزيل ، نقيم حدا  بين الفائت  والإِستقبالِ ، ننفض عنا الصمت الذي دام لأجيال
كي نسجُنَ السعادة  في دواخل أحشائِنا
تحكي السعادة  قصصها الغريبة للقلب ؛
هذه إمرأة ٌ عجوزٌ تتذكر  شابا لوح لها  عاشقا
لمْ تعرفه
 لا تذكر ملامحَه
تتذكر  أنها أحست  بالسعادة
هُناك من إنتبه إِليها
من لمْ يرَ كبرها
أكان يضحك عليها ؟؟؟
المرأة العجوز لا يهمها ذلك
إنها كانتْ سعيدة
 وحين نكونُ سعداء لا نهتم للتفاصيل
هذا شاب  رأى  في المرأةِ العجوز  أُمه
كي يُؤكد  أَنها لم تمتْ  لوحَ لها
 كان سعيدا وهو يلوحُ  لها
 أحس أنها أمه
 أحست أنه حبيبها
 لا يهم  ماذا سيقع  بعد ذلك
 إنهما أرادا إعتقال  السعادة
 ستعودُ  العجوز من غير حبيب
 والشاب من غير أم
 لكننا حين نكون سعداء  لا نهتم للبعيد
لا نهتم بسرعة  التنائي، وقوة التلاشي، لا نهتم بأَن ما صار  حدث يومي  ، صورة عبثية  لمسار قدري
 لا نهتم  لأننا  لحظتها نكونُ سعداء
 نخاف أَلا نقبض  الفرح
 في ركضنا إليه ننسى  كيف نهتمُ بالواقع
 الواقعُ  سيقبض علينا حين نريد
 إننا نُسلمه  أنفسنا  لأَننا نعرف  سيادته علينا ، وأَمره كنْ ، وحراكه قيد على معاصمنا  ، وحُكمه لا راد له إلا حكمه  ،إنه القدر ، إنه الله
 نعرف أننا مربوطين  بما تعددت أسماؤه
 لكن عادتنا  أن نكون أحرارا
 نحن أحرار  أن ننسى  أننا مربوطين  ب ...
فننسى
 ونربط أَنفسنا  بالسعادة
تحكي السعادة قصصها الغريبة للقَلب ؛
كي يكونَ سعيدا
قدم  الرجل هذا
 فؤادَهُ لمرأة
 كي تكونَ سعيدةً المرأة هذه
 خَانته
تعرف أَنه يَعرف خَيانتها
لكنهما نَجَحا في تأسيس عائلة
 عملا على  ربط نفسيهما  بالسعادة
كي لا يربطا نفسيهما بالإِحساس بالإثم
 قدم لهَا الفؤاد
 قدمت لهُ العمر
هذا ما اتفقا عليه  وإن لم يكتباه
 والسعادة وقعت العقد
هناك عقد خفي  نوقعه، نمهره بدمائنا ، بدورنا في الحياة  ، بوجودنا القصري ، بمعيشنا
نوقعه  دون أن نذكر شروطه
دون  أن نتذكر  مع من وقعناه
 دون أن نذكر متى وقعناه
 لكننا نذكر لما وقعناه
نوقعه كي ندخل بإرادتنا  سجن  السعادة
لا يهم الألم
 لا تهم اللذة
 ما يهم  أن  يكون لنا نصيب  من قصص السعادة الغريبة  التي تحكيها للقلب