مفهوم الشخص
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة
خاص بتلاميذ السنة الثانية بكالوريا علوم إنسانية *المنار في الفلسفة *
من أنجاز سيومي خليل ، استاذ مادة الفلسفة في الثانوية التأهيلية إبن سينا ، جمعة سحيم ،آسفي
--------------------------------------------------------
* خلاصة ما جاء في المحور الأول : الهوية والشخص *
إستنتجنا من خلال النقاش السابق*الهوية والشخصية *، إلى أن هوية الشخص تقوم أساسا ، وبشكل كبير ،على استحضار مرجعيات متعددة، و مرجعيات متداخلة ،لتحديد أسسها وفهمها ،لكن يبقى القاسم المشترك بين جل الفلاسفة، والمدارس الفلسفية ،هو أن الشخص ذات مفكرة ،عاقلة ،واعية ،قوامها الأنا/الذات ، كيفما كانت طبيعة وأسس بناء هذا الأنا أو وتكوينه ( التفكير/ العقل / الشعور / الذاكرة ...) .
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة
-1- إشكالات المحور
تقترن قيمة الشخص بأبعاده الأخلاقية ،و الحقوقية ،والإنسانية ،والكونية ، فمجموع قيمه لا يستمدها لأنها بهذا الشكل ، أو بهذا اللون ، أو بهذا الجسم ،إذن ؛
- ما الذي يؤسس البعد القيمي الأخلاقي للشخص؟
وبوضوح أكثر:
-من أين يستمد الشخص قيمته ؟
هل يستمد الشخص قيمته من كونه كائنا عاقلا؟؟؟ أم من كونه كائنا أخلاقيا يسلك وفق قيم محددة؟.
-2- الأطروحات :
* أطروحة جون راولز*
يرى جون راولز(1921ـ 2002) أن قيمة الشخص تتأسس على كفاءاته العقلية والأخلاقية ،و المشاركة في الحياة الإجتماعية، والتعاون مع الآخرين، سواء كانوا أفرادا ،أو كانو ا جماعات وهيآت متعددة .
تبريره لهذا التشارك القيمي والأخلاقي مرده إلى أن المجتمع نظام للتعاون المنصف،والتشارك العادل ، فلا يمكن الحديث عن قيمة الشخص إلا إذا تبين بأنه كائن مفكر ،وكائن أخلاقي يريد العدل والخير والإلتزام والمسؤولية،ويطمح الى نشرها بين الجميع .
*1اطروحة إمانويل كانط *العقل الأخلاقي العملي *
.ضمن نفس الإشكال والمحور ،يذهب الفيلسوف الألماني ، إيمانويل كانط (1724ـ 1804) إلى أن الشخص لايكتسي قيمته من عقله المجرد ، بل من التصرف وفق مايمليه عليه عقله الأخلاقي العملي*العقل الأخلاقي * ،وٌيلزم احترامه ومعاملته كغاية في ذاته لا مجرد وسيلة ،عملا بالمبدأ الأخلاقي الأسمى ومفاده العبارة الشهيرة لكانط ،والتي تقول :
"تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك ،كما في شخص غيرك دائما وأبدا ،كغاية وليس مجرد وسيلة"
ومعنى هذه العبارة هو التالي :
أي تصرف مع الآخرين كما تتصرف مع ذاتك ،وهذا ،تحديدا ،مايمنح الشخص قيمة مطلقة ،ويكسبه احتراما لذاته، ويلزم الآخرين باحترامه ،بأن يحافظ على كرامته ويصونها ، وفي نفس الوقت يحترم كرامة الآخرين ، وأن يعتبر الآخر غاية مطلقة ،وايس لا مجرد وسيلة ،يسري عليه،كما الأشياء ، قانون العرض والطلب ، وهذا ما أعطى الشخص بعدا انسانيا أخلاقيا عند كانط .
*أطروحة فردريك هيغل *
في نفس السياق ، يقوم التصور الهيجلي* نسبة إلى فردريك هيجل * على النظر إلى الشخص ،كقيمة أخلاقية بالأساس،لا يمكنها أن تتحقق إلا بإنخراطه داخل حياة المجموع، وتتجلى قيمة الأشخاص في خضوعهم ،امثتالهم لروح شعوبهم ،وتجسيدهم لهذه الروح .
فكرة هيجغل عن قيمة الشخص ، تقتضي من الشخص العمل على تحقيق بعده الأخلاقي ،وامتثاله للواجب ،ووعيه بالسلوك الخير الممثل للقانون ، والآخر المنافي له .
-3- خلاصة المحور الثاني :
إن الخطاب الفلسفي ينظر إلى الشخص بما هو ذات عاقلة ومسؤولة ،تستوجب الاحترام والمعاملة بوصفها غاية لا مجرد وسيلة ،كما أن قيمته لا تتحدد في مجال الوجود الفردي بل في انفتاحه على الآخرين في إطار أشكال من التضامن الإنساني القائم على التعاون والإلتزام بالمبادئ الأخلاقية
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة
خاص بتلاميذ السنة الثانية بكالوريا علوم إنسانية *المنار في الفلسفة *
من أنجاز سيومي خليل ، استاذ مادة الفلسفة في الثانوية التأهيلية إبن سينا ، جمعة سحيم ،آسفي
--------------------------------------------------------
* خلاصة ما جاء في المحور الأول : الهوية والشخص *
إستنتجنا من خلال النقاش السابق*الهوية والشخصية *، إلى أن هوية الشخص تقوم أساسا ، وبشكل كبير ،على استحضار مرجعيات متعددة، و مرجعيات متداخلة ،لتحديد أسسها وفهمها ،لكن يبقى القاسم المشترك بين جل الفلاسفة، والمدارس الفلسفية ،هو أن الشخص ذات مفكرة ،عاقلة ،واعية ،قوامها الأنا/الذات ، كيفما كانت طبيعة وأسس بناء هذا الأنا أو وتكوينه ( التفكير/ العقل / الشعور / الذاكرة ...) .
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة
-1- إشكالات المحور
تقترن قيمة الشخص بأبعاده الأخلاقية ،و الحقوقية ،والإنسانية ،والكونية ، فمجموع قيمه لا يستمدها لأنها بهذا الشكل ، أو بهذا اللون ، أو بهذا الجسم ،إذن ؛
- ما الذي يؤسس البعد القيمي الأخلاقي للشخص؟
وبوضوح أكثر:
-من أين يستمد الشخص قيمته ؟
هل يستمد الشخص قيمته من كونه كائنا عاقلا؟؟؟ أم من كونه كائنا أخلاقيا يسلك وفق قيم محددة؟.
-2- الأطروحات :
* أطروحة جون راولز*
يرى جون راولز(1921ـ 2002) أن قيمة الشخص تتأسس على كفاءاته العقلية والأخلاقية ،و المشاركة في الحياة الإجتماعية، والتعاون مع الآخرين، سواء كانوا أفرادا ،أو كانو ا جماعات وهيآت متعددة .
تبريره لهذا التشارك القيمي والأخلاقي مرده إلى أن المجتمع نظام للتعاون المنصف،والتشارك العادل ، فلا يمكن الحديث عن قيمة الشخص إلا إذا تبين بأنه كائن مفكر ،وكائن أخلاقي يريد العدل والخير والإلتزام والمسؤولية،ويطمح الى نشرها بين الجميع .
*1اطروحة إمانويل كانط *العقل الأخلاقي العملي *
.ضمن نفس الإشكال والمحور ،يذهب الفيلسوف الألماني ، إيمانويل كانط (1724ـ 1804) إلى أن الشخص لايكتسي قيمته من عقله المجرد ، بل من التصرف وفق مايمليه عليه عقله الأخلاقي العملي*العقل الأخلاقي * ،وٌيلزم احترامه ومعاملته كغاية في ذاته لا مجرد وسيلة ،عملا بالمبدأ الأخلاقي الأسمى ومفاده العبارة الشهيرة لكانط ،والتي تقول :
"تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك ،كما في شخص غيرك دائما وأبدا ،كغاية وليس مجرد وسيلة"
ومعنى هذه العبارة هو التالي :
أي تصرف مع الآخرين كما تتصرف مع ذاتك ،وهذا ،تحديدا ،مايمنح الشخص قيمة مطلقة ،ويكسبه احتراما لذاته، ويلزم الآخرين باحترامه ،بأن يحافظ على كرامته ويصونها ، وفي نفس الوقت يحترم كرامة الآخرين ، وأن يعتبر الآخر غاية مطلقة ،وايس لا مجرد وسيلة ،يسري عليه،كما الأشياء ، قانون العرض والطلب ، وهذا ما أعطى الشخص بعدا انسانيا أخلاقيا عند كانط .
*أطروحة فردريك هيغل *
في نفس السياق ، يقوم التصور الهيجلي* نسبة إلى فردريك هيجل * على النظر إلى الشخص ،كقيمة أخلاقية بالأساس،لا يمكنها أن تتحقق إلا بإنخراطه داخل حياة المجموع، وتتجلى قيمة الأشخاص في خضوعهم ،امثتالهم لروح شعوبهم ،وتجسيدهم لهذه الروح .
فكرة هيجغل عن قيمة الشخص ، تقتضي من الشخص العمل على تحقيق بعده الأخلاقي ،وامتثاله للواجب ،ووعيه بالسلوك الخير الممثل للقانون ، والآخر المنافي له .
-3- خلاصة المحور الثاني :
إن الخطاب الفلسفي ينظر إلى الشخص بما هو ذات عاقلة ومسؤولة ،تستوجب الاحترام والمعاملة بوصفها غاية لا مجرد وسيلة ،كما أن قيمته لا تتحدد في مجال الوجود الفردي بل في انفتاحه على الآخرين في إطار أشكال من التضامن الإنساني القائم على التعاون والإلتزام بالمبادئ الأخلاقية