غادر قبل ان يموت .
الكاتب :سيومي خليل
القصة القصيرة
-------------------
أنا المشمول برحمة الله، غادرت دون سابق إنذار ،كنت للتو حاضرا، فإذا بي أسمع من كنت أخاطبهم يهمسون لبعض ؛ لقد رحل دون مقدمات... وسمعت أشياء آخرى ،وعرفت فقط حين غادرت من أكون .
آش يفيد لي مات الكلام عليه
مقصي في حياتو
كسدة واقفة
العين تايهة
والقلب حزين
الكاتب :سيومي خليل
القصة القصيرة
-------------------
أنا المشمول برحمة الله، غادرت دون سابق إنذار ،كنت للتو حاضرا، فإذا بي أسمع من كنت أخاطبهم يهمسون لبعض ؛ لقد رحل دون مقدمات... وسمعت أشياء آخرى ،وعرفت فقط حين غادرت من أكون .
آش يفيد لي مات الكلام عليه
مقصي في حياتو
كسدة واقفة
العين تايهة
والقلب حزين
ميت ...
ووقت القبر والكفن بعيد
لا نعرف كيف نعبر للآخر عن أحاسيسنا نحوه ، ننتظر دائما وقت الغياب ،حين لا يكون أمام الكلام ، حين يغيبه قصر ما ،حينها فقط نقول ؛ لقد كنا نود أن نقول لك ، أيها العزيز، كم أنت عزيز علينا .
عزيز علي
وانت ضي عيني
لكن مقادرش نبوح ليك
قبل م تبوح لي
عزيز هذا عرفته بعد أن غادرت ، وبعد أن شملتني رحمة الله ،وحين عدت وجدت عزيز هذا تائه في اللامعنى ، تائه في معناه الخاص ،ميت ، لا حديث له ،ولا سكنات ، فارغ ، شاحب النظرة .
عزيز ،كأي مواطن بسيط ، إقترف الأحلام عن سبق إصرار وترصد . لم يفكر ،كما لم أفكر ، في نتائج الجريمة النكراء هاته ؛مجرم أنت ياعزيز بالوراثة...
الحلم ممنوع
جريمة
من يرتكبها قاتل
حكمه الموت داخله .
أن تحلم يعني أن تقف أمام لعبة قمار ، تعين رقم الحلم ، وتنتظر، والمقامر خاسر دائما ...وعزيز هذا مقامر،خاسر دائما ، لم يكفه العلم بالتحريم ، فأصر على التجريب ، والتجريب بدعة .
عزيز حين إنكسر، وجد الصمت . وحين حوكم باقترف الحلم ، ضج داخله دون سكنات ظاهرة .
أتعرف ياعزيز أن هذا هو الموت .
الموت ليس أن توارى الرمس ، بل أن يوارى الرمس داخلك.
ما فهمتش البكا علاش
وميتنا
قبل الجنازة
مات شحال هاذي
مات ساعة ما سمعناهش
وخليناه يدور في ضلالو
أنت ، الآن، يا عزيز ميت ثانية . لو تسمع يا عزيز كم يبكون عليك ... نعم نفس الذين ضحكوا على تيهك ، هم، الآن ، في سباق لإفراغ المقل من الدموع . يعتقدون الدموع ستغسلك . أنا، وإن لم أعرفك ، إلا أني أعرفك في التيه ، كنت ستقول لهم ألا يغسلوك ... أنت لا تحتاج إلى ماء ساخن ،ولا تحتاج إلى هذه الآلة الحدباء ، لأنك غادرت جسدك قبل هذا ؛ هيا ارموا الجثة أمام أضافركم .
لا يبكون موتك فقط ، بل يبكون طريقة موتك . قالوا ؛عيب أن ينتحر المرء ... وكنت لأعوام تقول لهم ؛ أنقذوني من الإنتحار ...كانوا فقط ينظرون ، ويشيرون إلى السماء ....
من إلاهكم يا هؤلاء
إلاه تكتفونه في العبارة
تردده العادة
يحمل على اللسان
إلاهكم كلام
مجرد إظهار للإيمان
أين إلاه أفعالكم
أين ...؟؟؟
عزيز غادر قبل أن يغادر .
ووقت القبر والكفن بعيد
لا نعرف كيف نعبر للآخر عن أحاسيسنا نحوه ، ننتظر دائما وقت الغياب ،حين لا يكون أمام الكلام ، حين يغيبه قصر ما ،حينها فقط نقول ؛ لقد كنا نود أن نقول لك ، أيها العزيز، كم أنت عزيز علينا .
عزيز علي
وانت ضي عيني
لكن مقادرش نبوح ليك
قبل م تبوح لي
عزيز هذا عرفته بعد أن غادرت ، وبعد أن شملتني رحمة الله ،وحين عدت وجدت عزيز هذا تائه في اللامعنى ، تائه في معناه الخاص ،ميت ، لا حديث له ،ولا سكنات ، فارغ ، شاحب النظرة .
عزيز ،كأي مواطن بسيط ، إقترف الأحلام عن سبق إصرار وترصد . لم يفكر ،كما لم أفكر ، في نتائج الجريمة النكراء هاته ؛مجرم أنت ياعزيز بالوراثة...
الحلم ممنوع
جريمة
من يرتكبها قاتل
حكمه الموت داخله .
أن تحلم يعني أن تقف أمام لعبة قمار ، تعين رقم الحلم ، وتنتظر، والمقامر خاسر دائما ...وعزيز هذا مقامر،خاسر دائما ، لم يكفه العلم بالتحريم ، فأصر على التجريب ، والتجريب بدعة .
عزيز حين إنكسر، وجد الصمت . وحين حوكم باقترف الحلم ، ضج داخله دون سكنات ظاهرة .
أتعرف ياعزيز أن هذا هو الموت .
الموت ليس أن توارى الرمس ، بل أن يوارى الرمس داخلك.
ما فهمتش البكا علاش
وميتنا
قبل الجنازة
مات شحال هاذي
مات ساعة ما سمعناهش
وخليناه يدور في ضلالو
أنت ، الآن، يا عزيز ميت ثانية . لو تسمع يا عزيز كم يبكون عليك ... نعم نفس الذين ضحكوا على تيهك ، هم، الآن ، في سباق لإفراغ المقل من الدموع . يعتقدون الدموع ستغسلك . أنا، وإن لم أعرفك ، إلا أني أعرفك في التيه ، كنت ستقول لهم ألا يغسلوك ... أنت لا تحتاج إلى ماء ساخن ،ولا تحتاج إلى هذه الآلة الحدباء ، لأنك غادرت جسدك قبل هذا ؛ هيا ارموا الجثة أمام أضافركم .
لا يبكون موتك فقط ، بل يبكون طريقة موتك . قالوا ؛عيب أن ينتحر المرء ... وكنت لأعوام تقول لهم ؛ أنقذوني من الإنتحار ...كانوا فقط ينظرون ، ويشيرون إلى السماء ....
من إلاهكم يا هؤلاء
إلاه تكتفونه في العبارة
تردده العادة
يحمل على اللسان
إلاهكم كلام
مجرد إظهار للإيمان
أين إلاه أفعالكم
أين ...؟؟؟
عزيز غادر قبل أن يغادر .