الأربعاء، 13 مارس 2013

صدفة

الكاتب : سيومي خليل
صدفة
----------------------------------------

من غير معنى تتنازل الأوراق عن وجودها
تستقبل الخريف بارتعاشات الفناء
وتملأ الأَرضَ بِشظايا غيابها
هكذا ...من غير أَي مَعنى
تَتنَازل الرغبةُ عن تحقيقِها لصالح دعاوى الوَاجب
وتُفدي الأجسادُ مَطلب الأَمر بالنسيان
أهي الصدفةُ أَنْ تحب تِلك الفتاةَ
بألوان المَلابس عينِها ، بابْتسامَة محددة ، وبتسريحةِ شعر خاصة
أهي صدفة أَن يكون لها الإسمُ كذا
والقدُ المصقولُ على أوراقِ النسخ الكربونية
ويَكونَ لَها عائلة فيها إنَاث أَكثر ، وأُم صارمة ، وأب سكير ينسى من يكون ...
أَهي الصدفة أن يَدق قلبك ُ أَكثر من الدقات التي يتلقاة باب من حديد
ويَكادُ ينفجرُ ،حين تَمر الفَتاة ،نفسها ،على دُروب آخرى وجدتها بالصدفة ؟؟؟؟
من غير معنى يَتنازل القلب ُ عن صلافته لصالح لحظة لين عابرة
ويَرتخي كورقةٍ ذابلةٍ تَتساقط من علو شديد ،كي تَستَقِر في بركة راكدة من الأحَاسيس
ويعيدُ رسم َ صور المَحبوب ومضاتِ إِشراق معذبة
ويركضُ إلى حنين جديد يسرق عبره شُعلا توقد الحب ...
أَهي الصدفةُ أن تتغيرَ المفاهيمُ بسبب إمرأة
ويصيرُ للوفاء عنوان قاتل
ولصور الجَمال كلماتٌ غامضة
وتتحولُ لغةُ العين إلى أبجديةٍ كتبت بتضاريسها ، وشكلت حسب مزاج الهوى المصاحب لها
وينام النقد عن سبر سيئاتها ، وكَشف المُتَواري الفَاشل فيها
أَهي الصدفة ...؟؟؟.
من غير مَعنى نُحب
ونهيم في الحب
كأوراق أشجار السرو نَتساقَطُ ، ليس بسبب الريح ، أو مجيء الخريف ،أو رغبة راع وحيد ...
نتساقط لأن هناك حياة آخرى يجب أن تبدأ

أنا أومن لأن ذلك مناقض للعقل GREDO QUIA ABSURDUM--باللغة اللاتينية -

أنا أومن لأن ذلك مناقض للعقل
GREDO QUIA ABSURDUM--
باللغة اللاتينية -
الكاتب : سيومي خليل
-----------------------------------------
ردد سورين كيركيجورد عبارة لاتينية كان لها معنة مزدوج في القرون الوسطى .

العبارة هي :GREDO QUIA ABSURDUM.

تعني العبارة ؛ أنا أومن لأن ذلك مناقض للعقل .

سورين استدعى من رف التاريخ العبارة كي يحاول إنقاد أوربا الذاهبة إلى الإفلاس كما كان يصفها دائما .

من يعتقد أن العبارة ضد الدين ، لم يفهم إلتباسها ، وتوترها ، فالعبارة مدرسية سكولائية ، العقل فيها أقل قيمة من الإيمان . لقد كانت الكنيسة تحاول تبرير الإيمان ، حاولت الإستعانة بالعقل ، وأخضعته بطريقة مشوهة إلى معاني عقلية ، لم يكن ، ولن يكون بإمكانها إجازته أو منعه .

العبارة / الشعار أفضت إلى هدم كنسية الإيمان ، وربطه بمؤسسات دنيوية . الإيمان يتحدد بطرفين : العبد -الرب ... لا وجود لأطراف آخرى ، هذا ما يسمى بحميمة الإيمان ، ورغم أن كيركجورد لم يهدم الكتاب المقدس ،ورغم أن العبارة نفسها تهدمه ، إلا أنه دعى الأوربيين لقراءة أحادية عميقة للكتاب ، وليس الخضوع لتفسير كنسي له .

لقد تماهي القرآنيون العرب مع هذا المفهوم تحديدا ، إنهم لا يرون داعيا إلى التكلس في إجتهاد السابقين ، أو في محاولة تقديس الحديث دون العمل على تبريره بالآية القرآنية ، إنهم الآخرون أيضا يعملون من ثنائية الرب - العبد التي تحدد الإيمان .

العبارة السالفة وقف ضدها فكر التنوير ، فتيمة عصر التنوير هي تقديس العقل ، وبه فقط يبرر ، ويتم الإيمان أو يمنع ؛ لقد كانت المحاولات جد فاشلة ، ففي منعطف ما نقوم بتبرير الإيمان حين نكون بصدد هدمه بالعقل ، ونهدمه حين نكون بصدد بنائه .

إن سورين كيركيجورد اعتقد أن محاولة تبرير الإيمان بالحجج العقلية هي عملية خروج عن الإيمان نفسه ، فأنت حينها تشرح ضفدعة ، أو تقوم بقياس مساحة مدينة ... إنك لا تعود مؤمن ، بل تتحول إلى بحاث عن حقيقة عقلية لن تجدها أبدا .

الإيمان عملية اعتقاد ، نحن نؤمن بالملائكة والجن ، ولا داعي أن نبررها عقليا ، لأننا لن ننجح في ذلك أبدا ... هناك إختياران ؛ إما أن تؤمن ، وإما أن لا تؤمن ؛ الأمر شديد البساطة دون إقحام العقل .

الإبمان كشعور الحب ؛ نحن نحب بلا سبب ، وننسى حين نحب الصفات السيئة لمن نحب ، ونفدي محبوبنا بوجودنا ومهجتنا ... من حاول أن يعرف الحب عقليا ؟؟؟ أظن لا أحد ، لأننا نحب إحساس الحب نفسه ، فإننا لا نبحث في عقلنته . الإيمان، هو الآخر ، عليه أن يكون أو لا يكون، تلك هي المسألة * شكسبير : أكون أو لا أكون ... ها هي العبارة يأخذها الأيمان نفسه .

هؤلاء الكهنوتيون الجدد يقومون بنفس عمل الإكليروس السابقين ؛ فالفقهاء في خطبهم دائما ما يحاولون إقحام تبريرات عقلية ساذجة لما يريدون طرحه دينينا ؛ هل بالإمكان تبرير حوار إبليس مع الله عقليا ؟؟؟إن الحوار موجود في القرآن الكريم ، وقيمته ، إذا ما استعملنا شعار كيركيجورد ،، تتجلى في أنه عصي عن التبرير العقلي ، فالعقل لن يقنع أحدا بأن هذا الحوار وقع أصلا أم لم يقع ، لأن الحوار معطى إماني محض ، بمعنى خذه أو اتركه ، آمن به أولا تؤمن به ، أما ان تخضعه للعقل ، فلن يبقى منه شيء .

يعظم التسويق الخاطئ للإيمان ،حين يتم الإصرار ، على أن كل ماهو موجود في الكتاب المقدس ، والأحاديث ، قابل للتبرير العقلي ، والذين يصرون على هذا الأمر ، لا يعرفون أنهم يهدمون الإيمان ، ويجعلونه مجرد قياس لحرارة الجسم الإنساني حيين ينفعل بالعاطفة .

أتساءل ؛لو برر الإيمان عقليا ، هل سيكون من داع له ؟؟؟

مثلا ؛ لو كانت فكرة الخلق الموجودة في العهد الجديد مبرر ة عقليا عند كل البشر كتبريرهم ل 1+1=2، هل كان حينها سيشكل الإيمان فارقا ؟؟؟ ألن تكون قد هدمنا قيمة الإختيار والإعتقاد الحر ؟؟؟ ألن نكون أمام ثابت لا يهمه ان تؤمن به أو تنفيه ؟؟؟

إن العبارة / الشعار ، كانت دليلا على إعتقادية الإيمان ، وليس على عقلانيتة ، لذا جاءت عميقة ،وتحمل قيمة التحرر داخلها ؛ فحين نقول آمن أو لا تؤمن، لكن لا تحاول أن تلتجئ الى العقل،ن تكون قد أعطيت حرية كاملة لإتخاذ طريق خاص يجمع العبد وربه .

هي هذه النقطة ، أشار باسكال ، غلى قيمة القلب ، وانتفاء العقل ، في المسألة الإيمانية ؛ يأخذ القلب المشعل لينير نفسه وصاحبه ، ويتم ركن العقل إلى أن تظهر اختصاصاته المحددة . القلب هو من يفتي ، وليست الكتب ،أو المؤسسات الدينية ... هذه جميعا توجد ، لكن الإيمان لا يرتبط بها أبدا ، أو عليه أن لا يرتبط بها كي يكون إيمانا عميقا .

الايمان العميق ، هو ما كان يبحث فيه سورين كيركجورد ن وبا سكال ن وابن عربي ، والمرحوم جمال البنا ...لذا كانت النتيجة واحدة ؛ غننا نؤمن لان ذلك مناقض للع