الثلاثاء، 24 يونيو 2014

انطفاء الاضواء سببه الفساد

إنطفاء الأضواء سببه الفساد 
الكاتب : سيومي خليل 
-----------------------------

الأضواء انطفأت في البيوت المغربية ،وفي الشوارع ،وفي المقاهي ،وفي أماكن العبادة ،وفي صالونات النميمة ،وفي حدائق القبل المسروقة،وفي مدارس التعليم الأعرج ،وفي مستشفيات *جيب الدوا من عندك * ... الأضواء انطفأت في البيوت المغربية ، لأن النساء المغربيات ،* العيالات ، والوليات ،والدريات* ،خرجن للعمل ،وتركن البيت من دون ربة / خادمة ترعى حطآنه ؛ هذا هو عمق تصريح السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران .

عمل المرأة هو مصدر الظلام الذي جاء نتيجة انطفاء الأضواء. والأضواء ،دون أن يحدد معناها السيد الرئيس *الحلو الجميل المبمي* ، لا نعرف إن كانت أضواء رمزية أم مادية ، فالتأويل لكلام الرئيس سيجعلنا نفكر في أضواء *البالي ديال ستين وديال تسعين *،و المسؤولة عنها مؤسسات الدولة وبعض شركات التدبير المفوض،أي بمعنى آخر سي الفاسي* المبندر * المسؤول عن مكتب الكهرباء والماء والهواء والشهيق والزفير *واللي خلاه زاوي وما فيه حت ريال * ،ورغم ذلك يقيم المكتب حفلا بمئات الملايين يدردش فيه سي الفاسي مع اصدقاء *الشفرة *. هذا هو معنى إنطفاء الأضواء الأول . أما المعنى الثاني فهو المعنى الرمزي ، المعنى الذي يقول : أن الأنثى لم تبق راعية للأبناء ،ومربية على القيم والأخلاق ،،وفي الواقع هذا المعنى ليس بسبب خروج المرأة للشغل بل بسبب فساد حكومات وأنظمة ومسؤولين ... 

سي عبد الإله بنكيران *ظاهر كي وجد للإنتخابات المقبلة * ،وهو يعلم أن الكثير من الذكور يرجعون فساد المجتمع القيمي إلى ملحقات كثيرة مرتبطة بصورة المرأة ؛فالمرأة لم تعد خانعة ،والمرأة اقتحمت سوق الشغل *اللي هو في الأصل ما كينش في البلاد* ويشبه الكبريت الأحمر وبيض النعام ، والمرأة تحررت من جسدها ،وباتت ترتدي ما تمليه عليها غرائزها ورغباتها ،والمرأة أصبحت قادرة على النقاش السياسي ،وعلى الانتقاد ...*وهاد الشي كامل ما عجبش الكثير من مالين الشلاغم والومسطاجات * أو الذكوريين ، أو من يدعون الفحولة الفارغة ،ويردون فشلهم الخاص لسوء تقدير نسائي في حقهم .

الرئس الفاضل *كتبغي تكحل ليها العين كتعميها * ،كنتُ دائما مصر على أنك شخص رجعي في ثوب أنيق ، نكوصي يرتدي بذلة ويرغب في تعلم ارتداء ياقة القميص ، إقصائي ينام في حضن حداثة مزيفة .

المكشل هو في الشغل نفسه المفتقد وغير الموجود ،أما الأضواء فبحمد الله ،إن كان بريقها قد خفت قليلا ،فهذا لا يعني إنطفاءها تماما ؛ مازالت نساء قادرات على الجمع بين العمل ومساعدة الزوج والتربية ،و قادرة على الابتسام والفرح كلما عن لهن ذلك ... مازالت بيوت كثيرة بها أنوار الشموس ،وليس مجرد أضواء مبهمة كما تفهما ،رغم أن أعباء المعيش التي لم تجد لها حلول ناجعة تسقط بكلكلها على رب وربة الأسرة .

الرئيس عبد الإله بنكيران كما العادة يحتاج إلى من يوجهه ويقول ليه *راك غير كتخربق وتشر وتعطي للعين * ،بل يظهر لي أنك واجهة حزب رجعي يفكر كل صقوره وحمائمهم وفراخه وبيضه الفاسد بنفس الطريقة ،وهي طريقة الفصل الشديد بين مجموعة من المفاهيم ؛ الرجل في جهة والمرأة في جهة ، الإصلاح في جهة وعفا الله عما سلف في جهة ، الدعوة إلى تحسين اليومي في جهة و الزيادة في أسعار المواد الغذائية في جهة ، تمثيل الأغلبية وممارسة المعارضة ، وضع دفتر تحملات شديد الصرامة للقناة الثانية والسماح بمسلسات *هشك وبشك وما وجاورهما *...

هذا هو * الطنز العكري * بكل بساطة ؛ جلوس النساء في البيت ، يعني جعلهن يرتدين البرقع الأفغاني، فلا فرق بين الأمرين . جلوس النساء في البيت يعني أن الرجل عليه أن يكد ويتعب *بحال حمار الطاحونة * من أجل أن يجمع مال لإنشاء بيت ،وشراء سيارة *بون اوكازيون * . جلوس المرأة في البيت يعني تحويلها إلى* أباجورة* جميلة معلقة في أحد أركان بيت الزوجية .

ما المشكل في خروج المرأة إلى العمل ؟؟ . إن عمل المرأة يسهم في تخفيف العبء المادي على الزوج ، يجعلها تسهم في بناء بيت الزوجية وفق شروط مريحة ، أما ما يروج عن الطلاق وأزماته في هذه الحالة ، فأريد أن أصرح أن الطلاق يمارسه الجميع ،مشتغلين وغير مشتغلين ،وهو نتيجة عدم التفاهم ،وليس لأن المرأة تشتغل ... 

إذا كانت الأضواء إنطفات في البيوت فلأن المجتمع أضواؤه انطفأت بسبب الفساد