الجمعة، 26 يوليو 2013

سؤال الحكومة

هل لدينا حكومة حقا ؟؟؟

لا أصرح بهذا السؤال لهؤلاء المتحذلقين ، ومدعي الإشتغال بالسياسة ،والذين يرهقونني بكلام كثير خال من اي معنى عما يجب أن تكون عليه السياسة ،والذين بعد كل رشفة من فناجين قهوتهم السوداء ينظرون للأفق علهم يجدون مغربهم غير الواقعي إطلاقا ...

أنا أسأل نفسي أولا ، وأسأل كل الذين لم يروا ما يدل على وجود الحكومة ؛ هل حقا تعني الحكومة تلك السلط التي يمارسها مجموعة من المستوزرين بقيادة رئيس لهم ؟؟؟ ماذا رأينا منهم ؟؟؟وكيف صرفوا أعمال قطاعاتهم الوزارية ؟؟؟

لا أعرف من الحكومة إلا الموقعة الشهيرة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الإستقلال ، ولا أعرف منها إلا تلك المناوشات التي يخوضها رئيسها مع نواب الأمة ،ولا أعرف إلا بعض الفرقعات التي صاحبتها حين توليتها ...

كل ما أعرفه لا يجعل منها حكومة قوية ،فهي في أحسن الأحوال حكومة تصريف أعمال ، وأعمال غيير جدية على الإطلاق

دعوة السيسي


 يبدو أن مصر لن تعرف عما قريب شيئا إسمه توافق ، أو هدوء ، أو توزيع الأدوار لضمان الإستقرار ...

مصر تحث الخطى نحو هاوية لا يدري المصريون كيف ستكون ...

الأوراق إختلطت بشكل مثير ، وداع للحذر ؛ بعد عزل مرسي ، ينقسم الشارع إلى تيارين لا يحبان بعضهما إطلاقا ،ثم فجأة يطلب السيسي إعطاءه إذنا شعبيا بمحاربة الارهاب ، والإرهاب ، في هذه الحالة المصرية ليس إلا الإخوان الذين يتواجدون لأكثر من أربع عقود .

أكره الإخوان ،وأعرف أنهم لا يمارسون السياسة كما نفهمها ، أو كما يجب أن تفهم ، إنهم في الواقع يمارسون المكر بإسم الدين ، ويدينون السياسة ؛ لكن هل يعطي هذا الحق للجيش لأخذ الإذن لقمعهم قبل فعل أي شيء من طرفهم ، وقبل إرتكابهم لحالات عنف ؟؟؟.

لقد عرف عن الإخوان ممارسة العنف ، والقتل ...لكن لما سمح لهم أصلا بتولي الرئاسة إن كان هذا هو مبرر الجيش وطلبه الإذن بقمع مظاهراتهم ؟؟؟.

قبل الإخوان في العملية الديمقراطية بعد عزال حسني مبارك ،وتواطأ الجيش معهم ، لمنع الثوار الحقيقيين من إتمام ثورتهم الأصلية ، ثم تعامل الإخوان مع الجيش بمنطق الثأر لسنوات الظلم التي تعرضوا لها من ممثل الجيش الأسمى الرئيس المعزول حسني مبارك ،وإرتكبوا أخطاء كثيرة في تسييرهم الحكم ،وثم عزلهم ؛ إن كل هذا هو ضمن صفقة عقدت بين الجيش والإخوان أول الأمر ، وأيا يكن من أمر الصفقة ، فظاهر الإخوان أبدى إمتثالا لديمقراطية اكرهوا عليها ...

أخذ الإذن من الشعب لقمع تظاهرات الإخوان من طرف الجيش ، يبدو مطلبا غير مبرر ؛ أولا لأن عنف الإخوان - الذي من المنتظر أن يظهر جليا - ما زال لم يظهر ، وثانيا ، لأن الإحتجاج حق تضمنه كل الدساتير الإنسانية ...

ليعط الحق للإخوان للتظاهر ، أو ليتم منعهم قانونيا من هذا التظاهر ، وإذا امتنعوا عن التظاهر ، وبدأوا القيام بأعمال عنف ، وتخريب ،فلتقم الحجة عليهم ، وليتدخل الجيش مباركا بشرعية الشعب ...

لا أخفي أان الإخوان ، وعلى مستوى تصريحاتهم ، وتعاليقهم، وكتاباتهم ، التي صدف وسمعتها أو قرءتها ، يحملون فائضا من العنف ، وينظرون نظرة تعالي لمن يقع خارج حركتهم ... لكن لا يمكن طلب الإذن بالقمع الصارم لحق دستوري هو الإحتجاج ،لمجرد تصريحات ؛ ليأخذ الجيش الاحتياط ،والحذر ، ثم ليتحرك حين يرى عنف الإخوان ...

ما وجه الشبه بين الإخوان وحزب العدالة والتنمية عندنا ؟؟؟

يمكن أن يكون الشبه في أمور كثيرة ، لكن ما يجعل المغرب حالة خاصة هو شروط سياسته المختلفة عما يوجد بمصر ، ووجود مؤسسات لها من التوافق الشعبي أكثر مما عند المصريين ، لذا حين نسخت حركة تمرد المغربية فكرة إسقاط الحكومة عن تمرد المصرية ،اعتبرت أن الأمر تقليدا جيدا ، ومهما، ودعوت بدوري ّإلى تمرد ضد الحكومة التي لم تقدم شيئا للمغاربة ، لكني أشرت في نفس الوقت أن التمردين سيكونان مختلفان ،إن لم تفشل تمرد المغربية بشكل واضح ...
Haut du formulaire

Bas du formulaire


مناضلون ومناضلون

لم أعد أفهم المقصود بكلمة نضال ، فتداولها الواسع جعلها تقبل كل التعاريف التي تعطى لها ، حتى إن من لم يعرفها يوما ، ومن لم يؤمن بمعانيها ، بات يربطها بوجوده ،وبطريقة عيشه ...

الكل بات مناضلا ...

لقد أججت الإحتجاجات التي شهدهها العالم العربي ،خلال السنتين الأخيريتن، من معنى كلمة نضال ...

كلمة نضال أصبحت أثيرة ، وجميلة ،على حين غرة ..

سأختار صديقة إسمها نضال ، وسأسمي بنتي نضال ، وأنا أتأسف لأن أمي ليس إسمها نضال ، وأستاذتي أيضا ؛ هكذا أصبح معنى النضال ،مجرد إسم يتم التلويح به أمام من يشك في نضالك ...

هاهم المناضلون يلوحون لنا بأياديهم البيضاء ، وينتشرون من كل حدب وصوب ، ،و ها نحن نسمعهم في المقاهي ، وفي الصالونات الأدبية ، وعلى قارعات الطرق ،يتحدثون عن المساواة والعدل والحرية ، ويقرون أنهم لا بد أن يؤدوا الثمن من أجل هذه المفاهيم ...

أي ثمن أديتم يا أنتم ؟؟؟

غالب الذين سوق لهم الإعلام في إحتجاجات عشرين فبراير ، ومؤخرا في حركة تمرد...هم وجوه تم وضع ملامح المخزن عليها ، وتم وضع لافتة *صنع بمباركة المخزن عليها *،لقد علمهم الأخطبوط كيف يتكلمون ، و علمهم كيف يوحون بأنهم يتكلمون بإسم الشعب ، وعلمهم كيف يحملون شارات النصر ، وعلمهم كيف يجعلون قبضات اياديهم جد صارمة ...

هؤلاء لا يعرفون النضال إلا إسما ، أو قراءة ، أو مشاهدة في برامج الوقت المتأخر، أو سماعا من لسان أحد بقايا الرفاق القدماء المنزوين في ركن وجودهم المظلم ...

هل أديتم يا أنتم ، أيها المشكلون بقلم الرصاص والبركار ، فواتير النضال ؛ سجن ، وقطع أرزاق ، وتضييق في الشارع ، والمحاصرة بالإشاعات ...

لا أظن ذلك ، لأنكم، في الأصل، تنفذون أجندة محسوبة ، ومحددة الحدود ، لذا يعمل الإعلام على ختم الأجندة بالتسويق لكم ،ولحركاتكم...

المناضلون الحق هم جموع المحتجين الذين يخرجون الى الشارع ثم يعودون بعدها إلى بيوتهم غير مهتمين بالكاميرات

المناضلون هم من أنجحوا ثورة مصر الاولى ثم عادوا لاعمالهم البسيطة وتركوا الأنتهازيين يتقاتلون على الغنيمة

المناضلون هم من لا يتحركون بمواقيت محددة بل إنهم يتحركون دائما لأن حياتهم هي نضال دائم ...

عفوا أيها الرفاق ،الذين لم أعد أعرف ملامحكم ، إن فيكم الكثير من منتحلي صفة مناضل

منطق قبول الديمقراطية أو رفضها

ليس هناك أمل على الإطلاق لإعادة إنتاج صورة إتحاد الفرقاء السياسيين المختلفين لإسقاط طاغية ولفيف الكهنوت معه ، فما وقع من توافق إبان ثورات الربيع العربي - الذي صار بغير ألوان خضراء - بين الأحزاب والحركات المختلفة ، أظهرت أطماع الحكم الحالية من طرف الجميع أنه لم يكن إلا خطة وتكتيك فقط قصد إسقاط العدو الأول المتمثل في الرئيس العربي المستبد وبطانته ، لم يكن هذا التوافق نتيجة إيمان بالديمقراطية على الإطلاق ،ولم يكن يحركه الإيمان بالإختلاف وضرورته ، لقد كانت الفصائل جميعها تعي أن عليها أن تتوافق من أجل إزالة عقبة استبدادية أمامهم ، ولم تكن هذه الفصائل مهتمة بمحاولة إزاحة الإستبداد نفسه ؛ هذه أسوأ أعطاب إدراك مفاهيم الإستبداد والديمقراطية عندنا ...

لقد عرت الثورة الثانية أو الانقلاب على الشرعية - حسب تسمية كل الطرفين - الشعور العربي لمفهوم التوافق،و والديمقراطية ،والتسيير ،التي يتم تصديرها وإستيرادها على حدود القومية العربية فقط، دون أن يتم إنجاحها بربطها بحدودها الإنسانية والكونية لقد خرجت جموع من الشباب المصري متمردة ضد ما وصفته لا ديمقراطية الحكم ،وفعلا ، فلقد كان مفهوم الحكم عند الإخوان المسلمين مفهوما حركيا ضيقا ، يعلون به منطق التدافع وليس منطق التساكن ، فالإخوان إنتقائيون إلى حدود الإنتهازية الفجة لمعايير الديمقراطية ، فحين تكون الديمقراطية سلما لتوليهم الحكم فإنهم سيذوذون عنها بالغالي والنفيس ، لكن أن يستعملوا أدبيات هذه الديمقراطية في حكمهم وتسييرهم فهذا ما لم ينجحوا فيه ، لأنهم لم يعترفوا به ، واعتبروا فوزهم بأغلبية لا تذكر مبرر لإستفرادهم بالحكم .

لقد سقط في أيدي الإخوان المسلمين حين توصلوا بقرار عزل رئيسهم الذي لم ينجح في أن يكون رئيسا لكل المصريين ، ثم بعدها بدا الخوف والشكر والريبة تنتاب كل الحكومات الإسلامية بعد الربيع العربي ، خصوصا حزب النهضة في تونس ، وحزب العدالة والتنمية في المغرب ، وما زاد الخوف والريبة هي دعوات تمرد تقلد دعوة تمر المصرية التي أسقطت الرئيس محمد مرسي ؛ لما الخوف والريبية والشك إن كانت الحكومات الإسلامية تنزل مفهوم الديمقراطية على العمل السياسي ؟؟؟ .إن هذا السؤال يجد مشروعيته لأنه يضع الديمقراطية كأساس للتقييم وليس أي شيء آخر ، خصوصا أن إعادة نفس السيناريو بشكل تام لا يكون إلا في وسط وظروف مشابهة ، فإذا كان ما حدث في مصر سيحدث في الغرب وتونس فلأن الأسباب نفسها قائمة في البلدان سالفة الذكر جميعا ؛ فهل هناك نفس الأسباب المؤدية إلى حركات تمرد تقلد تمرد المصرية في كل من تونس والمغرب ؟؟؟

أسئلة بسبب إبن مفترض

كل ما أعرف هو أني لا أعرف شيئا ؛ سقراط ،يا صاحب العبارة ، هل كنت ستغيرها لو عشت هنا / وعشت الآن / وعشت بين قذائف الأخبار ،والأحداث ،وآخر النظريات العلمية والمعرفية .

المعرفة ليست بالمعطى الجاهز ، أو الثابت ...لذا نتساءل عن أي معرفة نتحدث ، ونتساءل عن أي معرفة يجب أن نحصل ،ونتساءل عن أي معرفة يجب أن ننقلها للجيل اللاحق ...ما الذي نعرفه تحديدا ؟؟؟ أو ما الذي يجب أن نعرفه ؟؟؟.

ما الذي سأنقله لإبني من معارف ؟؟؟ .

هذا ليس سؤال تربية ، بل هو سؤال في عمق المعرفة . يرهقني هذا السؤال ، رغم أن لا أبناء لي ، لكني أعرف أهمية طرحه ، وصعوبة الجواب عنه .

هل اكتفي بأبسط الطرق في تحصيل المعرفة ، وأقول مع القائلين ؛ لأعلم ابني المعرفة التي تنفعه في حياته . الأكيد أن ما نقصده بالمعرفة التي تنفع في الحياة ،هي المعرفة التي تؤدي بك إلى سوق الشغل، كي لا تبقى عاطلا ،هي المعرفة التي تجعلك برصيد دسم ،ووجود ممتلئ بالأشياء ؛ هل هذه هي المعرفة التي علي أن أنقلها لإبني ؟؟؟.

لارتد إلى الماضي ، وأدعي أن السلف يجب أن يكونوا حاضرين في المعرفة التي يجب أن أمنحها لإبني ، يجب أن أعلمه كيف كانوا ، وماذا فعلوا ،وكيف تفاعلوا مع إنتصاراتهم ، وهزائمهم ... أبهذه البساطة أختزل ما يجب أن أؤديه لإبني من معارف ؟؟؟.

او لإنتقل مع المنتقلين لما سموه بعوالم العلم والنور ، وأشرع في حث ابني على تلقي المعارف التي جعلت الآخر متقدم ونحن في الذيل ؛ أمن الممكن أن نحقق ذواتنا بهذه المعارف ؟؟؟.

بين المحافظة و التحديث أموقع المعرفة التي أريدها أن تكون مرجع إبني ؛ هل أمنحه معارف محافظة ؟؟؟ لا أدري من سمى المعرفة هكذا ؟؟؟ ولا لما سماها هكذا ؟؟؟ أم أحثه على المعارف الحديثة ؟؟؟ ولما هي حديثة تحديدا ؟؟؟؟

إن الأسئلة هذه ليست بالضرورة موجهة إلي بسبب الإبن الذي سيأتي أو لا يأتي ، إنها موجهة لي ، فمع أني أخذت قراري حول طبيعة المعرفة التي علي أن أتخصص فيها ،وهي معرفة تستهويني ، إلا أني أقر أني وجدتها تحيط بي في مراحلي التي لم يكن بيدي إتخاذ قرار حولها ،أفكر أنه لو أحاطتني معرفة آخرى لكانت بعد ذلك هي إختياري ؛إننا لم نختر ما تم تلقينه لنا في مراحلنا الأولى ، والأسوأ ان من لقنوه لنا لم يختاروه أيضا ، أنا على الأقل مع ابني المفترض ساختار نيابة عنه المعارف التي أراها صالحة له ، وحين يكبر يمكنه أن يحاججني في عدم صحتها ، وفي سوء إختياري ،وفي ديكتاتوريتي التي أعطتني الحق في منحه ما لم يعد يرغبه فيه ...
عرف في تاريخ المعرفة ،ما نصطلح عليه بالنصائح، خصوصا نصائح الآباء للإبناء ، إنه نوع من المعرفة الذي مرر عبره الآباء ما يرونه صالحا للآبناء ، ويتعدى هذا النوع من المعرفة تيمة النصائح ، ليبحث في موضوعات متفرقة ، وفي إشكالات فكرية أساسية ،أذكر كتاب أرسطو طاليس الشهير ،* إلى نيقيماخوس *،الكتاب بعنوان إبن الفيلسوف الأثيني الشهير .

لأن لا إبن لي ،أفكر في تقديم نصائح لإبني المفترض ، والتي لن تكون ، ولا أطمح أن تكون مثل نصائح الآخرين ...

أفكر في عكس طبيعة النصائح ، فإن كانت النصائح عامة موجهة إلى الأمام ، وموجهة إلى الغد ،وتروم تحقيق فكرة الأبناء القادرين على فهم العالم ، ومواجهته، وتحديه ...فإني سأعمل على جعل النصائح مجموع من الأسئلة الملحة ، والوجودية،والتي يمكن ان يصفها البعض بالغريبة ، والتي لا تترقب أجوبة لها ،فهي بحد ذاتها محاولة فكرية لا يستهان بها .

إن كان الابن ولدا سأنصحه أن يسأل نفسه هذا السؤال ؛ ماذا لوكُنتَ فتاة ؟؟؟ وهل كانت رؤيتك للأشياء ستتغير ؟؟؟ و كيف ستصير عندك مفاهيم العاطفة والاحاسيس والمشاعر ..؟؟؟؟

لا داعي أن أذكر أن الأمر هو نفسه ، والأسئلة هي ذاتها ،مع تغير طبيعة الجنس ، إن كان الإبن الذي أوجه له السؤال انثى لها عينين لوزيتين ؛ كيف كنت ستفكرين يا فتاتي لو كنت ولدا ؟؟؟؟.

أرى أن هناك أسئلة كثيرة بإمكانها أن تعطى كمقدمة لإنتاج حالة توتر في المعرفة التي نرجو تقديمها لأبنائنا ؛ هل كان من المفروض يا إبني أن تكون على هذا الشكل ؟؟؟ .

إنه سؤال يصلح للدخول إلى فكرة الجواهر ،والتخلص من حدود الجسد ،إنه يحيل على القدرة على تجاوز المعطى الظاهر ،إسأل نفسك يا إبني هذا السؤال ،كي تسأل بعده سؤالا أكثر عمقا ؛ماذا كان سيحدث لو كنت بجسد آخر وبنفس الجوهر دائما ؟؟؟ .سؤال هو الآخر بوابة على أسئلة آخرى تتعلق بسيرورة الحياة ، بالعمر تحديدا ، وبمراحله ، وتطوراته المتعددة .

السؤال الأخير يقتنص أسئلة آخرى متعلقة بمراحل أعمارنا ، لتسأل يا ابني ؛ ما الذي يميزك عن نفسك وأنت شاب عما كنت عليه في الطفولة ؟؟؟؟ قس على هذا السؤال أسئلة آخرى متعلقة بمراحل الكهولة والشيخوخة وغيرها ...

إن هذه الاسئلة ستؤشر على فكرتي التحرك والتباثن بإعتبارهما فكرتين من صميم المعرفة الإنسانية ، بل إنهما محورا الكثير من النظريات العلمية والفلسفية ؛ ما الذي يتغير ؟؟؟ وما الذي يظل ثابتا في ظل هذا الوجود الفسيح ؟؟؟.

قلت ، إن الأسئلة التي تصلح نصائح للإبن المفترض كثيرة ، لذا اختار منها ما أراه يصلح أن يسبب رجة في فكر هذا الإ‘بن ...

هناك سؤال اخير ، يتعلق بموضوع المعرفة التي أريد أن انقلها لإبني ، وهو تحديدا سؤال خاص بنوعية هذه المعرفة ،وبمدى الإيمان بها ، او التخلي عنها ،وهو سؤال أجعله على شكل سرد مطول نسبيا :

لو كنت أبا ينتمي إلى منطقة الساحل ،وينتمى غلى حضارة وجدت قبل التاريخ المكتوب ،ولتكن أي واحدة من الحضارات الشهيرة ، وكنت بمقاييس ذلك الزمن شخصا ثريا ، ومثقفا ،وأفكر جديا في تربية ابنائي عكس تربية أبناء الباقين ،فما هو الشيء الذي أسعى إلى تجاوزه ، وهدمه أولا ، أليس هو دين الخرافة الذي آمنت به تلك الحضارات ، أليس هو ذلك الدين تحديدا الذي نراه في عصرنا الراهن مجموعة من الأساطير ،والحكايات الممتعة ،والقصص الغرائبية عن كيف تشكل العالم ،وكيف ....؟؟؟؟ .

السؤال الأخير الذي طرحته ،ليس هو السؤال الذي أرجو إبني أن يطرحه على نفسه ،بل يجب أن يطرح على نفسه السؤال التالي ؛ كيف تم الحكم على ذلك الدين بأنه خرافة، وبأنه مجموعة من الأساطير ، ومجموعة من القصص الممتعة ؟؟؟؟ولما تم الحكم عليه بكل هذا ...؟؟؟؟

اعتقد يا إبني أنك فهمت ما أردت ان أوصله لك