الفقهاء الفقعاء
الكاتب :سيومي خليل
الآلية النفسية التي تعمل بشكل واضح عند مدعي التدين ، تجعلهم بشكل لا شعوري يزكون أنفسهم ، ويبررون خرجاتهم الفتوية الغريبة ، وهي آلية تمزج بين إحساسهم الشديد بطهرانيتهم ، وإحساسهم المقابل ، والمفرط ، بلا طهرانية الآخر .
الكاتب :سيومي خليل
الآلية النفسية التي تعمل بشكل واضح عند مدعي التدين ، تجعلهم بشكل لا شعوري يزكون أنفسهم ، ويبررون خرجاتهم الفتوية الغريبة ، وهي آلية تمزج بين إحساسهم الشديد بطهرانيتهم ، وإحساسهم المقابل ، والمفرط ، بلا طهرانية الآخر .
إشتغلت مع أحد المنسوبين إلى التدين ، أو هكذا يظهر
مظهره ، إضافة إلى إنتمائه إلى حركة سياسة تتشرنق بالدين ، وهي معروفة ؛ لقد كنت ،
وأنا الذي لا أدعي التدين ، ومزجت كغيري عملا صالحا بآخر طالح ،مع إيماني العميق
بعمق الدين ،وهدفه ...قلت ؛لقد كنت أبادره بالسلام أولا ،وهو لم يبادرني به يوما
أولا ، وكنت لا أسحب،بعد السلام ، يدي عن يده، إلا بعد أن يسحبها هو ، وكنت أسأله
عن حاله ، وعن أحول عائلته ،وهو لا يسألني شيئا من هذا أبدا ، وكنت أخلق معه جوا
من المزاح ، لإزاحة جبل الجليد الذي أقامه هو بيننا ، وهو ينظرني بإستعلاء دائما ... فمن هو المتدين ؟؟؟.
ورغم أني لم أفكر في الدخول معه في نقاش قناعاته ، أو في نقاش قناعاتي، ولم أدخل معه في هذا النقاش ، فأنا لا أرى هدفا من نقاش الطرشان هذا ، إلا أنه كتب خلاصة بالبنط العريض ، وزينها بإطار ذهبي خالص ، ولا أعرف تحديدا من أين إستنتجها، وما هي المقدمات التي بنى عليها إستناجه ، لقد خلص ؛إني شخص فاسق لا دين ولا ملة لي ... هكذا وبدون أي سبب واضح مني يزكي هذا الخلاصة .
حين سمعت هذا التعليق ، إبتسمت ، وتذكرت آي القرآن الكريم * لما تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون *، وتذكرت حال فقهائنا ،والذين يشبهون الفقاقيع ،ما إن تلامسها حتى تتلاشى نهائيا .
ربطت هذه الذكرى بما وقع للباحث في حركات الإسلام السياسية سعيد بلكحل ، فالحقاوي، وزيرة التضامن والأسرة -عن أي تضامن تستوزر- أظهرت زلتها اللاشعورية عن تصور عام لرؤية محتكري الإسلام لغيرهم ممن لا يتوفرون على بطائق عضوية هذه الحركات ... إنها ، بالفعل ، أزمة فهم ، وأزمة تصور جد خطيرة على المجتمع .
رغم أن جل الأحاديث النبوية ، ومعاني القرآن ، تمنع الدخول في أمر البحث في معتقدات الآخرين ، إلا أن رافعي لواء تزييف العقل ، وحجبه تماما ، يصرون على هذا الأمر ، ربما لأنه أسهل طريق للإدانة ، فكلمات ؛كافر ،ملحد ، غير متدين ...تجد طريقا لخلق الإثارة بشكل سلبي ،حتى وإن كانت محض إفتراء ، إنها نوع من الشعبوية الدينية ، لا أعرف إن كان هذا الإسم تم إستعماله من قبل أو لا ، لكني أعرف أن تصفية الحساب بين الأشخاص باتت تستعمل هذا النوع من الإدانة .
أصبح إدعاء التدين أسهل من إرتداء فردتي الحذاء ، وأصبح الحديث في معتقدات الناس حديث مقاهي ،وعبارة عن *تقرقيب الناب* ، والذين يخوضون في مثل هذا الحديث، يعلنون أنفسهم فقهاء ، لأنهم قرؤا كتابا رديئا في أصول الفقه ، ولأنهم أقاموا على عجل الصلوات ، ولأنهم آخرين مخالفين لنا نحن الذين نترك دين الناس للناس ...لقد اصبحنا في وسط جموع من الفقهاء الفقعاء ،كما يصفهم خالص الجلبي ، نجدهم في السياسة ، ونجدهم في هرم التسيير ، وفي الشوارع ... إينما نولي وجوهنا فتم من يتحدث في معتقدات الناس ، ويفتي في أمورهم