الجمعة، 19 أكتوبر 2012

حكومة يخفي وزراؤها إقصاء الآخر


لنضع زلات اللسان ، والأخطاء غيرالمقصودة ، والتصريحات غير المحسوبة لوزراء الحكومة  الإئتلافية ،الحكومة غربية  التشكيلة  ، والتي يهيمن عليها  وزراء حزب سياسي  إسلامي ،حزب ملأ الدنيا وشغل الناس باللاشيء ... لنضع هذه التصريحات  اللامسؤولة  في ميزان المسؤولية ،كي يتبين لنا  تهافت الخطاب  ،المبنية عليه هذه التصريحات ، وكي يتبين لنا الإرتجالية ، الموحية  بأنا نسير  بدون المؤسسة التنفيذية  ، وليتبين لنا أن محاسبة هذه المؤسسة  ،المنفذة للقوانين والمشاريع  ،من طرف البرلمان ، لا تترك في النهاية  إلا جعجعة من غير طحين ...كما قالت العرب .
كان آخر الإنفلاتات  الفانتازية  ، والدرامية ،هو موقف  الرميد ،وزير العدل والحريات الفردية ،والذي لم يكن حرا  ، ولم يعلن  عن تيمة التسامح  والحوار، والتي هي أساس العدل  والحرية ، ولم يقبل الإنتقاد ...
لقد رأيت  رد فعل الرميد  على إنتقاد الراضي له  ، ورأيت كيف تحول  ، في لحظة لا شعورية ، إلى مواطن  يشتغل في *الرحبة * ، بدل كونه مسؤول يقف  في  مجلس النواب ، وبين نواب الأمة ... لماذا هذه الهستيريا سيد الرميد  ضد الجميع ؟؟؟ هنا ، يجب الإشارة  ، إلى مدى إحساس الملتحين  ، بفكر المؤامرة الدائم ، فكل من يسألهم ما فعلوا ، وما قدموا  ، هو متآمر ضمنا  على برنامجهم الإصلاحي ، يتم تحريكه من طرف  أيادي التماسيح والعفاريت ، التي نريد جمعيا معرفتها ، لمحاربتها .
 لقد كان الرميد جريئا لحظة إستوزاره في قضايا مهمة ،لكن مابقي من الجرأة  هو الصراخ فقط، وليس بالصراخ  تناقش قضايا  الناس ،الحري بالرميد كان  الإنصات، وتقديم الأجوبة  عن الأسئلة المطروحة ، وليترك للآخربن، غير المسؤولين  ، مهمة الصراخ والتعنت ، لأن لا أحد سيحاسبهم .
أما وزير الأسرة والتضامن ، فزلة لسانها ، توصف ما تفكر فيه  كل حركات الإسلام  السياسي ،وتفسر رؤية هذه الحركات  للآخر غير المنتمي لأحدها ، وللآخر  العلماني الكافر بها ، وللاديني  المتسربل برؤيته الخاصة للحياة ... إنها زلة لاشعورية  بإمتياز، تظهر تصنيف  هذه القوى السياسية  اللاهوتي  ، المعتمد على فئة المتدينين وعلى فئة غير المتديين، وتبرز، بشكل واضح ، فكر التضييق  الذي ينهلون منه .
 لقد إعتبرت  الوزيرة السيدة الحقاوي  ، عبارتها للباحث سعيد الكحل * أنت غير متدين * زلة لسان ،بالضبط إنها زلة لسان  لاشعورية، تظهر دلات كثيرة أكثر مما لو كانت  عبارة عادية   وواعية  ، فلأنها زلة غير واعية  حملت معها  تراكما معرفيا  عن الآخر  ، الآخر الذي لا يؤمن  كإيمان  هذه الحركات الإسلاموية ، وهي تبرز أن الأمر ليس إختلافا  سياسيا ،كما ننظر إليه  نحن ، بل الأمر أكثر  من ذلك ،إنه خلاف ديني  وعقدي  ،كما يفهمونه  هم ... فأي حكومة يخفي  وزراءها  هذا الإقصاء  للآخر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق