لنضع زلات اللسان ، والأخطاء غيرالمقصودة ، والتصريحات غير المحسوبة لوزراء
الحكومة الإئتلافية ،الحكومة غربية التشكيلة
، والتي يهيمن عليها وزراء حزب
سياسي إسلامي ،حزب ملأ الدنيا وشغل الناس
باللاشيء ... لنضع هذه التصريحات
اللامسؤولة في ميزان المسؤولية ،كي
يتبين لنا تهافت الخطاب ،المبنية عليه هذه التصريحات ، وكي يتبين لنا
الإرتجالية ، الموحية بأنا نسير بدون المؤسسة التنفيذية ، وليتبين لنا أن محاسبة هذه المؤسسة ،المنفذة للقوانين والمشاريع ،من طرف البرلمان ، لا تترك في النهاية إلا جعجعة من غير طحين ...كما قالت العرب .
كان آخر الإنفلاتات الفانتازية ، والدرامية ،هو موقف الرميد ،وزير العدل والحريات الفردية ،والذي لم
يكن حرا ، ولم يعلن عن تيمة التسامح والحوار، والتي هي أساس العدل والحرية ، ولم يقبل الإنتقاد ...
لقد رأيت رد فعل الرميد على إنتقاد الراضي له ، ورأيت كيف تحول ، في لحظة لا شعورية ، إلى مواطن يشتغل في *الرحبة * ، بدل كونه مسؤول يقف في مجلس
النواب ، وبين نواب الأمة ... لماذا هذه الهستيريا سيد الرميد ضد الجميع ؟؟؟ هنا ، يجب الإشارة ، إلى مدى إحساس الملتحين ، بفكر المؤامرة الدائم ، فكل من يسألهم ما
فعلوا ، وما قدموا ، هو متآمر ضمنا على برنامجهم الإصلاحي ، يتم تحريكه من
طرف أيادي التماسيح والعفاريت ، التي نريد
جمعيا معرفتها ، لمحاربتها .
لقد كان الرميد جريئا لحظة إستوزاره
في قضايا مهمة ،لكن مابقي من الجرأة هو
الصراخ فقط، وليس بالصراخ تناقش
قضايا الناس ،الحري بالرميد كان الإنصات، وتقديم الأجوبة عن الأسئلة المطروحة ، وليترك للآخربن، غير
المسؤولين ، مهمة الصراخ والتعنت ، لأن لا
أحد سيحاسبهم .
أما وزير الأسرة والتضامن ، فزلة لسانها ، توصف ما تفكر فيه كل حركات الإسلام السياسي ،وتفسر رؤية هذه الحركات للآخر غير المنتمي لأحدها ، وللآخر العلماني الكافر بها ، وللاديني المتسربل برؤيته الخاصة للحياة ... إنها زلة
لاشعورية بإمتياز، تظهر تصنيف هذه القوى السياسية اللاهوتي ، المعتمد على فئة المتدينين وعلى فئة غير
المتديين، وتبرز، بشكل واضح ، فكر التضييق
الذي ينهلون منه .
لقد إعتبرت
الوزيرة السيدة الحقاوي ، عبارتها
للباحث سعيد الكحل * أنت غير متدين * زلة لسان ،بالضبط إنها زلة لسان لاشعورية، تظهر دلات كثيرة أكثر مما لو كانت عبارة عادية
وواعية ، فلأنها زلة غير
واعية حملت معها تراكما معرفيا
عن الآخر ، الآخر الذي لا
يؤمن كإيمان هذه الحركات الإسلاموية ، وهي تبرز أن الأمر
ليس إختلافا سياسيا ،كما ننظر إليه نحن ، بل الأمر أكثر من ذلك ،إنه خلاف ديني وعقدي
،كما يفهمونه هم ... فأي حكومة
يخفي وزراءها هذا الإقصاء
للآخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق