يارب امنحنا إنتصارا وهميا
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
علاقتنا بالإنتصار تشبه علاقة الرياضيات بالشعر الرومنسي ، يمكن لرياضي أن يقرأ قصيدة شعر ، وشاعر يمكنه أن يحل معادلة من الدرجة الثانية ، لكن الرياضيات ليس فيها أي شيء شاعري، والقصيدة لا يمكن إخضاعها لجذر مربع ... نتحدث عن الإنتصارات ،نخلق إنتصارات غير موجودة ، ونمثل أدوار منتصرين آخرين ، لكن في الأخير لا نحقق أي انتصار .
الجزيرة القناة تمرر إنتصارات وهمية جديدة للمواطن العربي ،وبوقاحة إعلامية تعلن الفتح المبين ؛ لقد حقق الهاكرز العرب ما لم تحققه الجيوش العربية ، واستطاعت نقرات خفيفات على الحاسوب أن تصيب الإقتصاد الإسرائيلي في مقتل ... أتساءل عن هذا الهراء الإعلامي الذي باتت تزودنا به قنوات الظاهرة الصوتية .
ما أفهمه أن إسرائيل ، وراعيتها أمريكا ، والبلدان النيو - ليبرالية ، هم من فكروا في الشبكة العنكبويتة ، وهم من طوروا أنظمتها ، وهم من يتجسسون على كل صغيرة وكبيرة فيها ... نحن ، وكما العادة ، لسنا إلا المستهلك الفاشل والغبي ، الذي يرغب في الإستمتاع أكثر ؛ كيف لنا ،ونحن لم ننجح في صناعة هاتف نقال بسيط ، أن نحقق هذه الإنتصارات غير المتوقعة ؟؟؟.
قبل هذا ، أريد أن أحدثكم عن مفهوم الإنتصار لدينا ، فنحن لا ننتصر كما ينتصر الآخرون ، انتصارنا دائما غير متوقع كطرق تفكيرنا ؛ حين خسرت مصر سيناء ، اعتبر جمال عبد الناصر منقذ العرب ...حين اقتحم صدام حسين الكويت ، طلب منه إرسال صواريخ سكود إلى تل أبيب، وهلل العرب كلهم بالنصر القريب ، وصدام ، بعد خسارات متوالية ،ذهب إلى بارئه بأسوأ الطرق ، والعراق أكثر سوء ، وإسرائيل ما زالت تفعل ماتشاء غير مبالية بمفاهيم* الشرعية والقانون والإنسانية* ...حين كان القدافي يكرر لا زمته الشهيرة *طز في أمريكا* كانت تثور جماهير كموج البحر فرجا بالإنتصار ... مرسي، الرئيس المصري ، يكفيه أن يهدد بقطع أصبع من يريد أن يتدخل في شؤون مصر، كي يعتبر الأمر إنتصارا على إسرائيل وأمريكا المعنيتين بكلمة الأصبع ؛ هذه عينة لإنتصاراتنا القومية التي وصلت الآفاق ...
لكن ، هذه المرة الأخيرة ،حققنا إنتصارا بحق ، فالجزيرة بقدها وقديدها ، تحدثت عن الانتصار ، ولم يعد الأمر حديث مقاهي ،ودردشات فارغة ، ثم إن الخبر يتحدث عن أرقام مهولة ، لهولها لم استطع حفظها ، أرقام عن قتلى فيسبوكيين ، وعن مجموعة من الإصابات القاتلة في حواسيب بنكية ، وعن ... صراحة هذا إنتصار لا ينكره إلا معادي للقومية العربية ، وللدين الإسلامي الحنيف ، فالمجاهدين الجدد الملقبين بهاكرز الجهاد ما بعد الأكبر ، أعلنوها حرب شعواء ستحصد سكان المواقع الإفتراضية، ومواطني الشبكة العنكبوتية .
أتأسف صراحة لهذا التضليل الذي يتعرض له المواطن العربي من إعلامه ، أتأسف لسياسة *التكليخ* جد الممنهجة التي تلعب في خيوط عقل العربي؛ هذا المواطن الذي ما زال يعيش حقب زمنية متداخلة ولا يعيش أبدا الوقت الراهن ، يصرون على ملئه بخرافات الإنتصار الوهمية ، كي يتعلم الدعاء التالي ؛ يارب إمنحنا انتصارا وهميا
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
علاقتنا بالإنتصار تشبه علاقة الرياضيات بالشعر الرومنسي ، يمكن لرياضي أن يقرأ قصيدة شعر ، وشاعر يمكنه أن يحل معادلة من الدرجة الثانية ، لكن الرياضيات ليس فيها أي شيء شاعري، والقصيدة لا يمكن إخضاعها لجذر مربع ... نتحدث عن الإنتصارات ،نخلق إنتصارات غير موجودة ، ونمثل أدوار منتصرين آخرين ، لكن في الأخير لا نحقق أي انتصار .
الجزيرة القناة تمرر إنتصارات وهمية جديدة للمواطن العربي ،وبوقاحة إعلامية تعلن الفتح المبين ؛ لقد حقق الهاكرز العرب ما لم تحققه الجيوش العربية ، واستطاعت نقرات خفيفات على الحاسوب أن تصيب الإقتصاد الإسرائيلي في مقتل ... أتساءل عن هذا الهراء الإعلامي الذي باتت تزودنا به قنوات الظاهرة الصوتية .
ما أفهمه أن إسرائيل ، وراعيتها أمريكا ، والبلدان النيو - ليبرالية ، هم من فكروا في الشبكة العنكبويتة ، وهم من طوروا أنظمتها ، وهم من يتجسسون على كل صغيرة وكبيرة فيها ... نحن ، وكما العادة ، لسنا إلا المستهلك الفاشل والغبي ، الذي يرغب في الإستمتاع أكثر ؛ كيف لنا ،ونحن لم ننجح في صناعة هاتف نقال بسيط ، أن نحقق هذه الإنتصارات غير المتوقعة ؟؟؟.
قبل هذا ، أريد أن أحدثكم عن مفهوم الإنتصار لدينا ، فنحن لا ننتصر كما ينتصر الآخرون ، انتصارنا دائما غير متوقع كطرق تفكيرنا ؛ حين خسرت مصر سيناء ، اعتبر جمال عبد الناصر منقذ العرب ...حين اقتحم صدام حسين الكويت ، طلب منه إرسال صواريخ سكود إلى تل أبيب، وهلل العرب كلهم بالنصر القريب ، وصدام ، بعد خسارات متوالية ،ذهب إلى بارئه بأسوأ الطرق ، والعراق أكثر سوء ، وإسرائيل ما زالت تفعل ماتشاء غير مبالية بمفاهيم* الشرعية والقانون والإنسانية* ...حين كان القدافي يكرر لا زمته الشهيرة *طز في أمريكا* كانت تثور جماهير كموج البحر فرجا بالإنتصار ... مرسي، الرئيس المصري ، يكفيه أن يهدد بقطع أصبع من يريد أن يتدخل في شؤون مصر، كي يعتبر الأمر إنتصارا على إسرائيل وأمريكا المعنيتين بكلمة الأصبع ؛ هذه عينة لإنتصاراتنا القومية التي وصلت الآفاق ...
لكن ، هذه المرة الأخيرة ،حققنا إنتصارا بحق ، فالجزيرة بقدها وقديدها ، تحدثت عن الانتصار ، ولم يعد الأمر حديث مقاهي ،ودردشات فارغة ، ثم إن الخبر يتحدث عن أرقام مهولة ، لهولها لم استطع حفظها ، أرقام عن قتلى فيسبوكيين ، وعن مجموعة من الإصابات القاتلة في حواسيب بنكية ، وعن ... صراحة هذا إنتصار لا ينكره إلا معادي للقومية العربية ، وللدين الإسلامي الحنيف ، فالمجاهدين الجدد الملقبين بهاكرز الجهاد ما بعد الأكبر ، أعلنوها حرب شعواء ستحصد سكان المواقع الإفتراضية، ومواطني الشبكة العنكبوتية .
أتأسف صراحة لهذا التضليل الذي يتعرض له المواطن العربي من إعلامه ، أتأسف لسياسة *التكليخ* جد الممنهجة التي تلعب في خيوط عقل العربي؛ هذا المواطن الذي ما زال يعيش حقب زمنية متداخلة ولا يعيش أبدا الوقت الراهن ، يصرون على ملئه بخرافات الإنتصار الوهمية ، كي يتعلم الدعاء التالي ؛ يارب إمنحنا انتصارا وهميا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق