ثلاثة في المائة لا تكفي
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
حكومة من أجلها سال مداد كثير ، وشغلت أحلام المواطـن المغربي البسيط ، هي في الواقع حكومة ثلاثة في المائــــة فقط من أصوات الناخبين . الحزب الحاكم ، بلغة صناديـــق الإقتراع ،هو حزب مليون ومائتي ألف صوت(1200000 )، وأصل المسجلين في اللوائح الإنتخابية هو ثمانية عشر مليون ناخب (18000000)؛ إنه فارق مثير .
بلغة الفيزياء والرياضيات الحزب مهمل كباقي الأحــــــزاب الآخرى ، وبلغة السياسة يجب على حزب ما أن يتـــــرأس حكومة ما ،حتى وإن كان عدد المصوتين عليه أقــــــــــــل من أعضاء أمانته العامة .
تُسائلنا هذه الأرقام سؤالا صادما ؛ هل الحكومة قائمة مــن أجل المغاربة جميعا ؟.تتطلب الديمقراطية إختلافا قـــــــويا في التوجهات السياسية ، لكنها لا تتطلب هذه الضـــــــحالة في ممارسة الحق في الإنتخاب، وهذه الضحالة قائــمة لأن السياسة معطوبة عندنا .
لماذا بعد هذه المدة من تعيين الحكومة لابد من طـــــــــرح سؤال الأرقام هذا ؟؟.إن الأرقام تؤشر على الجو العـــــــــام المغربي ، تؤشر على وضع الممارسة السياسية ، تؤشـــر على تصور المواطن البسيط لعملية التسيير ؛ إنه تــــصور جد سلبي تكون نتيجته الإمتناع عن حق أساسي للفرد .
هل تكفي نتائج حكومة ما كي تلغي سؤال الأرقام هـــــــــذا ؟؟؟. الجواب لا يمكن تحديده ببساطة ، فحتى وإن كـــــانت النتائج جد إيجابية ،فإن الأرقام تقول أنها حكـــــــــــــــومة أقلـــــــية ، الأمر كأنه على الشكل التالي ؛ نعطي لشــخص ما كل الصلاحيات التسييرية ، وإذا كان تسييره في صــالح الجميع ، ننسى أنه يقف على كومة عظام الديمقراطية .
مرة أخرى أجدني مرغما على التذكير بعطب السيــــــــاسة المزمن عندنا؛الإبتعاد التام عن ممارسة الحــــــــــــــــــــق فيها / والإبعاد التام عن ممارسة هذا الحق .
الإبتعاد اختيار شخصي يهم صاحبه / الإبعاد عملية قصرية تمارس بطرق شتى في حق المواطن، عملية مقــــــصودة، وعملية غير مقصودة تأتي نتيجة الإرتجال في حث الشباب على ممارسة هذا الحق .
تساءلت وأنا أشاهد تجمعا حزبيا في أحد الفنادق ،وأبـــصر المنخرطين الذين تجاوزوا في غالبيتهم منتــــــــصف العقد الخامس ، والمرسومين ببذل السموكينغ والنـــــــــــظارات السوداء ... تساءلت ؛ كيف سيقتحم هذا التجمع ،شـــــــاب يبحث عن أمل جديد ، ربي ضمن نسق إجتماعي يـــــــخلق الخوف من هذه التجمعات ؟؟؟. ناقشوا مرض الفــــــــــويبا الإجتماعية ستجدون إن إداراتنا ومؤسساتنا هي من خلقته في المواطن .
الأرقام الهزيلة هي بسبب هزالة التعبئة السياســــية ،وهي بسبب إعتبار السياسة حدث موسمي يحدث بعد سنــــــوات عجاف من اللقاءات والتجمعات ؛ إنتظروا الإنتــــــــــخابات المقبلة كي نعرف فعل ساس يسوس سياسة ...
أفضل شكل للتسيير والتدبير هو مبــــــــــــــــحث السياسة عند أرسطو، وهو مبحث إحتواء التعدد والإختلاف وتدبيره دون اصطدام ، وهو واجهة تماسك أو تنافر فئات المجتمع . حين يتم تحاشي هذا المبحث من طرف المواطن ، فـــلأن أسبابا قاهرة تتمثل في ذهن المواطن بشكل واع / وبشــكل غير واع ؛ أنا المواطن كنت أخشى المرور قرب مخـــــــفر الأمن في صغري؛ كيف لمواطن يرى في إدارة عامـــــــــة مينوتورا /وحشا إغريقيا قاتلا أن يمارس السيــــــاسة ؟؟؟ يمكن أن يكون سبب الخوف نفسه قد تبدد ، لكن المواطن يبقى سجين مصيدة الإحساس بالخوف.
يمكنني أن أستعير مفهوم العدمية ؛السياسة عندنا عدمية .
عدمية لأنها تمارس وفق منطق شخصاني -ليســــــــــــــت شخصانية الحبابي -ضيق ، وماذا يهمنا نـــــحن في أهواء الأشخاص وأحلامهم وآمالهم الخفية .
عدمية لأنها تحدث تحت الطاولة - كل الطاولات تـــــــصلح لعملية الإخفاء - وما يحدث في الخفاء عنا لا يهمنا لأنـــــه غير موجود بالنسبة لنا .
عدمية لأن أغلب المشتغلين بها يربطونها بالقذارة فعلا في الغالب ، وينسون أنها تدبير المتعدد والمختلف .
ثلاثة في المائة عنوان لفراغ سياسي صارخ ، والتبجـــــح بأن الحكومة حكومة للكل / ومن أجل الكل هو عنــــــــوان فرعي لنفس الفراغ السياسي
الكاتب : سيومي خليل
---------------------------------------
حكومة من أجلها سال مداد كثير ، وشغلت أحلام المواطـن المغربي البسيط ، هي في الواقع حكومة ثلاثة في المائــــة فقط من أصوات الناخبين . الحزب الحاكم ، بلغة صناديـــق الإقتراع ،هو حزب مليون ومائتي ألف صوت(1200000 )، وأصل المسجلين في اللوائح الإنتخابية هو ثمانية عشر مليون ناخب (18000000)؛ إنه فارق مثير .
بلغة الفيزياء والرياضيات الحزب مهمل كباقي الأحــــــزاب الآخرى ، وبلغة السياسة يجب على حزب ما أن يتـــــرأس حكومة ما ،حتى وإن كان عدد المصوتين عليه أقــــــــــــل من أعضاء أمانته العامة .
تُسائلنا هذه الأرقام سؤالا صادما ؛ هل الحكومة قائمة مــن أجل المغاربة جميعا ؟.تتطلب الديمقراطية إختلافا قـــــــويا في التوجهات السياسية ، لكنها لا تتطلب هذه الضـــــــحالة في ممارسة الحق في الإنتخاب، وهذه الضحالة قائــمة لأن السياسة معطوبة عندنا .
لماذا بعد هذه المدة من تعيين الحكومة لابد من طـــــــــرح سؤال الأرقام هذا ؟؟.إن الأرقام تؤشر على الجو العـــــــــام المغربي ، تؤشر على وضع الممارسة السياسية ، تؤشـــر على تصور المواطن البسيط لعملية التسيير ؛ إنه تــــصور جد سلبي تكون نتيجته الإمتناع عن حق أساسي للفرد .
هل تكفي نتائج حكومة ما كي تلغي سؤال الأرقام هـــــــــذا ؟؟؟. الجواب لا يمكن تحديده ببساطة ، فحتى وإن كـــــانت النتائج جد إيجابية ،فإن الأرقام تقول أنها حكـــــــــــــــومة أقلـــــــية ، الأمر كأنه على الشكل التالي ؛ نعطي لشــخص ما كل الصلاحيات التسييرية ، وإذا كان تسييره في صــالح الجميع ، ننسى أنه يقف على كومة عظام الديمقراطية .
مرة أخرى أجدني مرغما على التذكير بعطب السيــــــــاسة المزمن عندنا؛الإبتعاد التام عن ممارسة الحــــــــــــــــــــق فيها / والإبعاد التام عن ممارسة هذا الحق .
الإبتعاد اختيار شخصي يهم صاحبه / الإبعاد عملية قصرية تمارس بطرق شتى في حق المواطن، عملية مقــــــصودة، وعملية غير مقصودة تأتي نتيجة الإرتجال في حث الشباب على ممارسة هذا الحق .
تساءلت وأنا أشاهد تجمعا حزبيا في أحد الفنادق ،وأبـــصر المنخرطين الذين تجاوزوا في غالبيتهم منتــــــــصف العقد الخامس ، والمرسومين ببذل السموكينغ والنـــــــــــظارات السوداء ... تساءلت ؛ كيف سيقتحم هذا التجمع ،شـــــــاب يبحث عن أمل جديد ، ربي ضمن نسق إجتماعي يـــــــخلق الخوف من هذه التجمعات ؟؟؟. ناقشوا مرض الفــــــــــويبا الإجتماعية ستجدون إن إداراتنا ومؤسساتنا هي من خلقته في المواطن .
الأرقام الهزيلة هي بسبب هزالة التعبئة السياســــية ،وهي بسبب إعتبار السياسة حدث موسمي يحدث بعد سنــــــوات عجاف من اللقاءات والتجمعات ؛ إنتظروا الإنتــــــــــخابات المقبلة كي نعرف فعل ساس يسوس سياسة ...
أفضل شكل للتسيير والتدبير هو مبــــــــــــــــحث السياسة عند أرسطو، وهو مبحث إحتواء التعدد والإختلاف وتدبيره دون اصطدام ، وهو واجهة تماسك أو تنافر فئات المجتمع . حين يتم تحاشي هذا المبحث من طرف المواطن ، فـــلأن أسبابا قاهرة تتمثل في ذهن المواطن بشكل واع / وبشــكل غير واع ؛ أنا المواطن كنت أخشى المرور قرب مخـــــــفر الأمن في صغري؛ كيف لمواطن يرى في إدارة عامـــــــــة مينوتورا /وحشا إغريقيا قاتلا أن يمارس السيــــــاسة ؟؟؟ يمكن أن يكون سبب الخوف نفسه قد تبدد ، لكن المواطن يبقى سجين مصيدة الإحساس بالخوف.
يمكنني أن أستعير مفهوم العدمية ؛السياسة عندنا عدمية .
عدمية لأنها تمارس وفق منطق شخصاني -ليســــــــــــــت شخصانية الحبابي -ضيق ، وماذا يهمنا نـــــحن في أهواء الأشخاص وأحلامهم وآمالهم الخفية .
عدمية لأنها تحدث تحت الطاولة - كل الطاولات تـــــــصلح لعملية الإخفاء - وما يحدث في الخفاء عنا لا يهمنا لأنـــــه غير موجود بالنسبة لنا .
عدمية لأن أغلب المشتغلين بها يربطونها بالقذارة فعلا في الغالب ، وينسون أنها تدبير المتعدد والمختلف .
ثلاثة في المائة عنوان لفراغ سياسي صارخ ، والتبجـــــح بأن الحكومة حكومة للكل / ومن أجل الكل هو عنــــــــوان فرعي لنفس الفراغ السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق