الكاتب : سيومي خليل
لما أنت فاشل ؟؟؟
----------------------------------------
للهزائم طعم مر ،كأننا نضع على اللسان خليط من التراب والحليب ،ونرغم على شرب هذا المزيج .
الهزائم ،أول مرة ،تكون كأسياخ حامية توضع على الخاصرة ، لكنها ،مع تواليها ، تصير شيئا عاديا ،كقهوة الصباح ، ويصبح التعايش معها ،كالتعايش مع جار مشاكس .
الأمم تدمن الفشل كما الأفراد ، الإثنان معا يمكنهما أن يبرمجا لا شعوريا على تقبل الفشل بكل هدوء، فلا يصير الفشل ،نفسه ، عاملا من عوامل الخروج منه .
وضع صرصور طائر وسط علبة ،الصرصور كان يحاول أن يمارس قفزته المعتادة ، العلبة تمنعه ، يكرر القفزة ، تمنعه العلبة من جديد ، يكرر الأمر أيضا،من جديد تمنعه العلبة ...في لحظة يتوقف الصرصور عن الرغبة في تحقيق قفزته المعتادة ، تسحب العلبة ، يصير الصرصور حرا، لكنه يتوقف عن تحقيق قفزته ، لأنه يظن أنه سيفشل فيها ، ولأنه يظن أن ما منعه في السابق ما زال موجودا ؛ هذه قصة جميلة عن إدماننا الفشل .
نتعلم أشياء كثيرة من بينها الفشل ، بل ، ربما ، هو أكثر الأشياء التي نتعلمها بسرعة ، يزداد تعلمنا سرعة حين يكون النسق ككل معليا للفشل ،المجتمع هو بوابة عالية ينفذ منها الفشل ؛ في أحاديث الناس، في الثقافة المتداولة ضمن العلاقات الإجتماعية ،في وسائل التنشئة الإجتماعية ...يقبع الفشل في المركز ، ويتخذ له مكانا واضحا .لاحظوا معي دلالات هذه العبارات اللغوية المتداولة ؛
- ماذا بإمكانك أن تفعل *آش تقدير الدير *
-لو فعل آباؤك أمرا مفيدا لفعلته أنت * كون دارو والديك شي حاجة مزيانة حت انتا الديرها *
-لن يتركك هؤلاء الناس تفعل شيئا *ما غ يخلوك الدير والو *
-لن تفعل شيئا لأنك في المغرب *والله إلا درتي شي حاجة في المغرب*
سرد هذه العبارات الدلالية يحيل على رغبة في حصر عملية إنتقال الفشل عندنا ، واحتكاكي المباشر مع جيل الألفية الثالثة ، أوضح أن هذه العملية تنتقل بشكل سريع عند أبنائنا وتلامذتنا ، إن فكرة استوطنت في أذهانهم تقول التالي ؛لا داعي للابداع والتفوق لأن المجتمع لن يقبلكم متفوقين ... العبارة لها أسبابها المنشئة لها ، لها شروط إنتاجها المختلفة حسب إختلاف وضعيات التلاميذ والأفراد ، والأكيد أن الكثير من الكبار اسهموا في وضعها بالقوة في أذهان الصغار ، لكن ، أيا تكن الأسباب ، فالنتيجة واحدة ؛ تعطيل العقل والإبداع ، وإدمان الفشل والكسل .
الفشل هاجس نفسي جد مركب ؛ نحن نخافه بشدة، لكنه يستطيع أن يجعل نفسه حبة أسبرين مهدئة لنا ...كيف ذلك ؟؟؟.البحث عن موقع إجتماعي لنا يجعلنا نتصور الفشل دائما ، ويجعلنا شديدي الرغبة في عدم الوقوع فيه ،لذا نكون مليئين بالهشاشة اتجاه كل ما يحيل على الفشل ،في المقابل النجاح ليس سهلا ، فهو يحتاج - خصوصا لأمثالنا القابعين في الأسفل - إلى عمل طويل ،لذا لا يحدث لمجرد التفكير فيه ، بل إننا كي نصل إليه لابد من السقوط في الفشل ، هنا ، تحديدا ، تبدأ المتاعب، فسقوطنا في الفشل ، يكسر هشاشتنا المكسورة في الأصل ، فنزداد خوفا منه وقبولا له، وفي الأخير، لتخفيف توترنا النفسي وقلقنا الدائم ، نقبل ما يحدث لنا ، سواء كان فشلا أو نجاحا، لأن الأحداث استطاعت أن تنمط تفكيرنا .
مهمتنا الأولى قبل التفكير في النجاح هو الخروج عن أفكار النسق الإجتماعي الذي نتواجد به والذي يمجد لأسبابه الخاصة الفشل ، والذي في احسن الأحوال يعطي معاني جد مضحكة للنجاح
لما أنت فاشل ؟؟؟
----------------------------------------
للهزائم طعم مر ،كأننا نضع على اللسان خليط من التراب والحليب ،ونرغم على شرب هذا المزيج .
الهزائم ،أول مرة ،تكون كأسياخ حامية توضع على الخاصرة ، لكنها ،مع تواليها ، تصير شيئا عاديا ،كقهوة الصباح ، ويصبح التعايش معها ،كالتعايش مع جار مشاكس .
الأمم تدمن الفشل كما الأفراد ، الإثنان معا يمكنهما أن يبرمجا لا شعوريا على تقبل الفشل بكل هدوء، فلا يصير الفشل ،نفسه ، عاملا من عوامل الخروج منه .
وضع صرصور طائر وسط علبة ،الصرصور كان يحاول أن يمارس قفزته المعتادة ، العلبة تمنعه ، يكرر القفزة ، تمنعه العلبة من جديد ، يكرر الأمر أيضا،من جديد تمنعه العلبة ...في لحظة يتوقف الصرصور عن الرغبة في تحقيق قفزته المعتادة ، تسحب العلبة ، يصير الصرصور حرا، لكنه يتوقف عن تحقيق قفزته ، لأنه يظن أنه سيفشل فيها ، ولأنه يظن أن ما منعه في السابق ما زال موجودا ؛ هذه قصة جميلة عن إدماننا الفشل .
نتعلم أشياء كثيرة من بينها الفشل ، بل ، ربما ، هو أكثر الأشياء التي نتعلمها بسرعة ، يزداد تعلمنا سرعة حين يكون النسق ككل معليا للفشل ،المجتمع هو بوابة عالية ينفذ منها الفشل ؛ في أحاديث الناس، في الثقافة المتداولة ضمن العلاقات الإجتماعية ،في وسائل التنشئة الإجتماعية ...يقبع الفشل في المركز ، ويتخذ له مكانا واضحا .لاحظوا معي دلالات هذه العبارات اللغوية المتداولة ؛
- ماذا بإمكانك أن تفعل *آش تقدير الدير *
-لو فعل آباؤك أمرا مفيدا لفعلته أنت * كون دارو والديك شي حاجة مزيانة حت انتا الديرها *
-لن يتركك هؤلاء الناس تفعل شيئا *ما غ يخلوك الدير والو *
-لن تفعل شيئا لأنك في المغرب *والله إلا درتي شي حاجة في المغرب*
سرد هذه العبارات الدلالية يحيل على رغبة في حصر عملية إنتقال الفشل عندنا ، واحتكاكي المباشر مع جيل الألفية الثالثة ، أوضح أن هذه العملية تنتقل بشكل سريع عند أبنائنا وتلامذتنا ، إن فكرة استوطنت في أذهانهم تقول التالي ؛لا داعي للابداع والتفوق لأن المجتمع لن يقبلكم متفوقين ... العبارة لها أسبابها المنشئة لها ، لها شروط إنتاجها المختلفة حسب إختلاف وضعيات التلاميذ والأفراد ، والأكيد أن الكثير من الكبار اسهموا في وضعها بالقوة في أذهان الصغار ، لكن ، أيا تكن الأسباب ، فالنتيجة واحدة ؛ تعطيل العقل والإبداع ، وإدمان الفشل والكسل .
الفشل هاجس نفسي جد مركب ؛ نحن نخافه بشدة، لكنه يستطيع أن يجعل نفسه حبة أسبرين مهدئة لنا ...كيف ذلك ؟؟؟.البحث عن موقع إجتماعي لنا يجعلنا نتصور الفشل دائما ، ويجعلنا شديدي الرغبة في عدم الوقوع فيه ،لذا نكون مليئين بالهشاشة اتجاه كل ما يحيل على الفشل ،في المقابل النجاح ليس سهلا ، فهو يحتاج - خصوصا لأمثالنا القابعين في الأسفل - إلى عمل طويل ،لذا لا يحدث لمجرد التفكير فيه ، بل إننا كي نصل إليه لابد من السقوط في الفشل ، هنا ، تحديدا ، تبدأ المتاعب، فسقوطنا في الفشل ، يكسر هشاشتنا المكسورة في الأصل ، فنزداد خوفا منه وقبولا له، وفي الأخير، لتخفيف توترنا النفسي وقلقنا الدائم ، نقبل ما يحدث لنا ، سواء كان فشلا أو نجاحا، لأن الأحداث استطاعت أن تنمط تفكيرنا .
مهمتنا الأولى قبل التفكير في النجاح هو الخروج عن أفكار النسق الإجتماعي الذي نتواجد به والذي يمجد لأسبابه الخاصة الفشل ، والذي في احسن الأحوال يعطي معاني جد مضحكة للنجاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق