الكاتب : سيومي خليل
دعوة لا بتلاع اللسان
------------------------------ -----
قضية العفو أخرست ألسنة كثيرة ، وأطلقت العنان في نفس الوقت لألسنة أكثر ، وكلا الطرفين - المخرسة ألسنتهم أو المطلقة العنان للحكي - لهما حاجات ، هي الآخرى كثيرة،في نفس يعقوب ، والأفضل منهما جميعا ، هي تلك الألسنة التي كانت على الدوام باحثة عن الحق ،ومنقبة عليه وصادحة برأيها بشكل جريء ...
لقد طلع لأول مرة مكتشفوا جريمة الإغتصاب ،التي ربما تحدث بين معارفهم ، ولا يحركون لها ساكنا ... وسكت ، أيضا ، عن قضية العفو من بنى ماله وعزوته على الدفاع عن براءة الأطفال ... هؤلاء ، وهؤلاء ، كلاهما منافقان ، لا يعرفان بأمر الحق إلا حين يكون جعجة ،ورأي عام ،سوقت له القنوات والجرائد ...
أذكر أن فقيها في حي سيدي عبد الكريم بمدينة آسفي ، اغتصب إثنين من بعض مريديه ،ومتعلميه الصغار ، وسواء كان فعلا فعل ذاك أم لم يفعل ، فلقد آخذتني الحمية، وتفاعلت مع ما راج من خبر ، وأنا طالب ساعتها ، وبدأت أطلب توقيعات المنددين ، وأسماءهم ، ورقم بطاقاتهم ، فما كان منهم إلا أن انفضوا من حولي كأني الطاعون ؛ لقد كانت شناعة الجرم تأخذ بحميتي للتنديد بها ...
من طلع علينا الآن من المتعالمين المبررين للعفو ، أو للذين يبكون بكاء التماسيح لإذانة العفو فقط لأنه ملكي ...هؤلاء ليسوا من الأمر في شيء ، هم مجرد غوغاء تنعق سماء غائمة ...
استغرب أن تدين العدل والإحسان العفو ، وهي التي سكتت عن فتوى المغراوي بجواز زواج ذات التسع ؛ أليس هذا الجواز في حد ذاته إغتصابا ، وهذا السكوت حينها إغتصابا ، وهذا النتناقض إغتصابا، وهذا التحين الحذر للفرص إغتصابا ؟؟؟ ألم تنتقد هذه الحركة، وغيرها ،جمعية عائشة الشنة التي ترعى الأمهات العازبات وأطفالهن ؟؟؟ أليس هذا إغتصابا لهؤلاء الأطفال ... هنا ربما تفهموا كيف أن أمر الإغتصاب ليس هو المهم في عرف هؤلاء ، بقدر أهمية العفو في حد ذاتها ...
لقد تحركت ماكينة تبرير العفو وإذانته ، دون أن يكون للماكينة أرشيف لإذانة الاغتصاب كجريمة .ببساطة إننا جماعة بشرية تثور مع الأحداث ، وتتفاعل مع الأضواء كخفافيش الكهوف ، فهذه الجعجعة ستزول ،ولن نرى من ورائها طحين ، وسنقرأ من جديد في جرائدنا حالات اغتصاب البراءة ، ولن نسمع على إثرها تنديدا ، أو شجبا ...
كيف لنا ونحن نمارس الإغتصاب يوميا ، وبرموزه الواضحة والخفية ، أن نستأصل مداعبة المرضى لأجساد الصغار ؛ أليس تعليمنا المعطوب اغتصاب لحق الطفولة في الوعي ؟؟؟ أليس تعليم الطفولة مفاهيم معطوبة اغتصاب لحقها في الرشد ؟؟؟ أليس تدنيس الطفولة بأوامر وساوس الكبار اغتصاب لحقها في الوجود ...؟؟؟؟
لنعد تعاملنا مع الطفل الى دائرة الإنسانية ، كي يخشى الآخر الإستهانة به ، لأنه رأنا لا نستهين به أولا ...
دعوة لا بتلاع اللسان
------------------------------
قضية العفو أخرست ألسنة كثيرة ، وأطلقت العنان في نفس الوقت لألسنة أكثر ، وكلا الطرفين - المخرسة ألسنتهم أو المطلقة العنان للحكي - لهما حاجات ، هي الآخرى كثيرة،في نفس يعقوب ، والأفضل منهما جميعا ، هي تلك الألسنة التي كانت على الدوام باحثة عن الحق ،ومنقبة عليه وصادحة برأيها بشكل جريء ...
لقد طلع لأول مرة مكتشفوا جريمة الإغتصاب ،التي ربما تحدث بين معارفهم ، ولا يحركون لها ساكنا ... وسكت ، أيضا ، عن قضية العفو من بنى ماله وعزوته على الدفاع عن براءة الأطفال ... هؤلاء ، وهؤلاء ، كلاهما منافقان ، لا يعرفان بأمر الحق إلا حين يكون جعجة ،ورأي عام ،سوقت له القنوات والجرائد ...
أذكر أن فقيها في حي سيدي عبد الكريم بمدينة آسفي ، اغتصب إثنين من بعض مريديه ،ومتعلميه الصغار ، وسواء كان فعلا فعل ذاك أم لم يفعل ، فلقد آخذتني الحمية، وتفاعلت مع ما راج من خبر ، وأنا طالب ساعتها ، وبدأت أطلب توقيعات المنددين ، وأسماءهم ، ورقم بطاقاتهم ، فما كان منهم إلا أن انفضوا من حولي كأني الطاعون ؛ لقد كانت شناعة الجرم تأخذ بحميتي للتنديد بها ...
من طلع علينا الآن من المتعالمين المبررين للعفو ، أو للذين يبكون بكاء التماسيح لإذانة العفو فقط لأنه ملكي ...هؤلاء ليسوا من الأمر في شيء ، هم مجرد غوغاء تنعق سماء غائمة ...
استغرب أن تدين العدل والإحسان العفو ، وهي التي سكتت عن فتوى المغراوي بجواز زواج ذات التسع ؛ أليس هذا الجواز في حد ذاته إغتصابا ، وهذا السكوت حينها إغتصابا ، وهذا النتناقض إغتصابا، وهذا التحين الحذر للفرص إغتصابا ؟؟؟ ألم تنتقد هذه الحركة، وغيرها ،جمعية عائشة الشنة التي ترعى الأمهات العازبات وأطفالهن ؟؟؟ أليس هذا إغتصابا لهؤلاء الأطفال ... هنا ربما تفهموا كيف أن أمر الإغتصاب ليس هو المهم في عرف هؤلاء ، بقدر أهمية العفو في حد ذاتها ...
لقد تحركت ماكينة تبرير العفو وإذانته ، دون أن يكون للماكينة أرشيف لإذانة الاغتصاب كجريمة .ببساطة إننا جماعة بشرية تثور مع الأحداث ، وتتفاعل مع الأضواء كخفافيش الكهوف ، فهذه الجعجعة ستزول ،ولن نرى من ورائها طحين ، وسنقرأ من جديد في جرائدنا حالات اغتصاب البراءة ، ولن نسمع على إثرها تنديدا ، أو شجبا ...
كيف لنا ونحن نمارس الإغتصاب يوميا ، وبرموزه الواضحة والخفية ، أن نستأصل مداعبة المرضى لأجساد الصغار ؛ أليس تعليمنا المعطوب اغتصاب لحق الطفولة في الوعي ؟؟؟ أليس تعليم الطفولة مفاهيم معطوبة اغتصاب لحقها في الرشد ؟؟؟ أليس تدنيس الطفولة بأوامر وساوس الكبار اغتصاب لحقها في الوجود ...؟؟؟؟
لنعد تعاملنا مع الطفل الى دائرة الإنسانية ، كي يخشى الآخر الإستهانة به ، لأنه رأنا لا نستهين به أولا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق