الكاتب : سيومي خليل
إخوان المغرب وإنتخابات 2015
-----------------------
يبدو أنه تم التخلي نهائيا عن كل ما يمكنه عقلنة الممارسة السياسية في البلد ، واللحظة التي كنا على يقين فيها بفعل العقلنة هذا كانت هي نفس لحظة النقاش السياسي الذي ولد عقب احتجاجات الشارع ،وحركة 20فبراير ، وكان هو لحظة نقاش الوثيقة الدستورية لسنة 2011، فالإعلام المنغلق إنفتح بشكل ملفت على الفرقاء الساسيين ، ولم تكن هناك نوايا لمنع الخطابات المعارضة للخطاب الرسمي ،والشباب كانت تبدو عليهم ملامح الفهم والوعي السياسي ... لكن الأمر كان أشبه بملاحقة زهور عباد الشمس لشمس الصباح الزاهية ،لكن حين غابت الشمس ليلا عادت الغربان للحقل والبيدر بنعيقها وضجيجها .
عاد مفهوم العطب السياسي ليحتل المشهد السياسي ، وأخذت الزوايا السياسية دور الأحزاب السياسية ،ومثلت زاوية العدالة والتنمية الشريفة رأس هذا العطب ،حيث قامت بتسويق شطحات سياسية قتلت عقلنة السياسة ، فبتنا على يقين أن الكاميرا السياسية عادت إلى ما قبل لقطة احتجاجات الشارع ،وبتنا على يقين أن الحزب الحاكم ليست له النوايا الصادقة في أخذ ما أعطي له من طرف الوثيقة الدستورية ، رغم أن عطاء الوثيقة الدستورية قليل ولم يرق إلى المأمول .
اعتبر أن نسخة الحكومة الثانية هي إعلان الرجوع إلى ما قبل احتجاجت عشرين فبراير ، فلقد أعلنت تشكيلتها تحد صارخ لآمال المغاربة ، أظهرت حزب البيجيدي بلا حول وبلا قوة ،حين قدم نفسه خادما مطيعا*مشرط لحناك* لمفهوم الحكومة ولبقائها ولو على الخرائب ، حتى وإن اضطر للتحالف مع بقايا إئتلاف وتجمع جي ثمانية الذي أقيم قبل الإنتخابات خصيصا لشيطنة حزب العدالة والتنمية ،وحتى وإن كانت محصلة وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار ووزراء التكنوقراط التي تخدم حكومة الظل أكثر من محصلة وزراء البيجدي ؛ لذا فلا معنى لمفهوم الحزب الحاكم أو الأغلبية في النسخة الثانية من الحكومة .
سؤال ماذا قدم الحزب الإسلاموي للمغرب ، يجيب عنه بنكيران دائما بنبرة الواثق ؛ لقد أخرجنا البلد من المتاهة .. لكن في نفس الوقت يضيف مهددا أنه من الممكن العودة لدهاليز المتاهة إذا ما تم مس الحزب بما لا يعجب صقوره . تظهر براغماتية الحزب دون مجهود للكشف عنها ، فمنذ توليه الحكم بدأ بدق مساميره الحادة و الخاصة في الكثير من الإدارات والقطاعات الحيوية ، وبدأ بتغيير الكثير من لقطات المشهد السياسي في البلد لصالحه ، فهو سيراهن في الإنتخابات المقبلة لسنة 2015 على هذا التغييرات التي يقوم بها على قدم وساق ،ولن يراهن بكل تأكيد على تعاطف الشعب معه ولا على نبرة المعارضة التي أجادها دائما ، فالشعب رأى سقوط أوراق التوت عن عورة الحزب،ونبرة المعارضة لن تناسب الحزب الحاكم .
سيتقلص حزب البيجيدي ،وسيعلن ولاءه في الإنتخابات المقبلة المزمع إقامتها سنة 2015 لمنطق اللعب السياسي ،وليس لمنطق العقلانية السياسية ،وسيعلن ولاءه لما قام بتغييره من قطع الشطرنج في الرقعة السياسية ،وهذا ما حذا بحزبين إثنين في المعارضة ،وهما الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والإستقلال ،إلى التحذير من التزوير الممكن أن تشهده الإنتخابات المقبلة ، بل نبها إلى أنه من الممكن لهما الإنسحاب من الإنتخابات إذا شكا أقل شك في عدم نزاهتها .
أما التزوير فهو دائم الإقامة ، لم يغير يوما محل السكن ،كل ما قام بتغييره هو صباغة محل السكن ، وبعض أثاثه كي يظهر بشكل آخر يصعب التحقق منه ؛ أليس قبول حكومة لم يصوت عليها إلا أقل من نسبة 30في المائة هو تزوير فاضح لرغبات الفئات التي لم تشارك في المهزلة؟؟؟ .
الخطوة الأولى لرهان حزب البيجيدي على انتخابات 2015 بدأت بتجاوزه لوزارة الداخلية الوصية على الإنتخابات ،وهذا التجاوز هو حق يراد به باطل ، فدائما ما كانت هناك دعوة لتخلي وزارة الداخلية عن الإنتخابات ، لما قامت به في جل الإنتخابات من تغيير للخرائط الإنتخابية ، لكن ما قام به البيجيدي لا يهدف لإيقاف فعل اللعب بالخرائط الإنتخابية ، بل يهدف إلى تعميقها لصالحه هو ، فالحزب لا يأمن وزارة الداخلية ،والذي يؤمن إيمان شخص مريض بالبارانوايا بأن الوزارة ستحيك ضده المؤامرات الخطيرة كما في السابق ، ولولا حركة عشرين فبراير لما تنازلت الداخلية عن حصارها للحزب ؛ هكذا يعتقد الصقور داخل الحزب ...
في مقابل كل هذا ، ما سمي بالجهوية الموسعة يبقى في خبر كان ، فما دام الحديث جار عن انتخابات مقبلة دون الحديث عن مآلات الجهوية ، فهذا يعني أن الجهوية في الرف على الأقل في هذه الأثناء ؛ فما الذي فعلته حكومة الإخوان المغاربة في هذا الباب ؟؟
أتوفع أن الحكومة ستكون معطلة نسبيا كلما اقترب موعد إنتخابات 2015، والموعد بالزمن السياسي اقترب بشكل كبير ، فلقد علمنا التاريخ أن جل الحكومات كانت تفتر همتها الفاترة أصلا كلما اقتربت الإنتخابات ، لأن الأحزاب المشكلة للأغلبية تهتم باستشراف مواقعها في رقعة الغد ،وتبدأ في منح كل وقتها للتعبئة الإنتخابية ، بل تستغل مواقعها الوزارية والقطاعية لكي تخدم أجندتها الخاصة ، أما ما يمكن أن يهم معيش المغاربة ،وحرياتهم، وأوضاعهم الإجتماعية ، فلينتظر قليلا *لا زربة على صلاح *.
لا أظن أن الاحزاب الإدارية ، في حال كانت على رأس الحكومة ، كانت ستخدم الفساد مثلما خدمه حزب العدالة والتنمية الذي يدعي أنه حزب غير إداري، وأنه حزب خرج من رحم الشعب . لنتذكر في هذا الصدد عفا الله عما سلف التي قيلت من موقع ضعف ،ولم تكن من موقع قوة ،أو من موقع* اللي غلب اعف* ، فلو حقق الحزب ضربات قوية لبعض ،ولس لكل، بؤر الفساد ، لغفرنا له هذا الصفع الذي كانت ستكون له هالة العزة في هذه الحالة ، أما في الحالة التي قيل فيها فهو لس إلا خضوع لمنطق الفساد الذي انسجم معه الحزب .
إخوان المغرب وإنتخابات 2015
-----------------------
يبدو أنه تم التخلي نهائيا عن كل ما يمكنه عقلنة الممارسة السياسية في البلد ، واللحظة التي كنا على يقين فيها بفعل العقلنة هذا كانت هي نفس لحظة النقاش السياسي الذي ولد عقب احتجاجات الشارع ،وحركة 20فبراير ، وكان هو لحظة نقاش الوثيقة الدستورية لسنة 2011، فالإعلام المنغلق إنفتح بشكل ملفت على الفرقاء الساسيين ، ولم تكن هناك نوايا لمنع الخطابات المعارضة للخطاب الرسمي ،والشباب كانت تبدو عليهم ملامح الفهم والوعي السياسي ... لكن الأمر كان أشبه بملاحقة زهور عباد الشمس لشمس الصباح الزاهية ،لكن حين غابت الشمس ليلا عادت الغربان للحقل والبيدر بنعيقها وضجيجها .
عاد مفهوم العطب السياسي ليحتل المشهد السياسي ، وأخذت الزوايا السياسية دور الأحزاب السياسية ،ومثلت زاوية العدالة والتنمية الشريفة رأس هذا العطب ،حيث قامت بتسويق شطحات سياسية قتلت عقلنة السياسة ، فبتنا على يقين أن الكاميرا السياسية عادت إلى ما قبل لقطة احتجاجات الشارع ،وبتنا على يقين أن الحزب الحاكم ليست له النوايا الصادقة في أخذ ما أعطي له من طرف الوثيقة الدستورية ، رغم أن عطاء الوثيقة الدستورية قليل ولم يرق إلى المأمول .
اعتبر أن نسخة الحكومة الثانية هي إعلان الرجوع إلى ما قبل احتجاجت عشرين فبراير ، فلقد أعلنت تشكيلتها تحد صارخ لآمال المغاربة ، أظهرت حزب البيجيدي بلا حول وبلا قوة ،حين قدم نفسه خادما مطيعا*مشرط لحناك* لمفهوم الحكومة ولبقائها ولو على الخرائب ، حتى وإن اضطر للتحالف مع بقايا إئتلاف وتجمع جي ثمانية الذي أقيم قبل الإنتخابات خصيصا لشيطنة حزب العدالة والتنمية ،وحتى وإن كانت محصلة وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار ووزراء التكنوقراط التي تخدم حكومة الظل أكثر من محصلة وزراء البيجدي ؛ لذا فلا معنى لمفهوم الحزب الحاكم أو الأغلبية في النسخة الثانية من الحكومة .
سؤال ماذا قدم الحزب الإسلاموي للمغرب ، يجيب عنه بنكيران دائما بنبرة الواثق ؛ لقد أخرجنا البلد من المتاهة .. لكن في نفس الوقت يضيف مهددا أنه من الممكن العودة لدهاليز المتاهة إذا ما تم مس الحزب بما لا يعجب صقوره . تظهر براغماتية الحزب دون مجهود للكشف عنها ، فمنذ توليه الحكم بدأ بدق مساميره الحادة و الخاصة في الكثير من الإدارات والقطاعات الحيوية ، وبدأ بتغيير الكثير من لقطات المشهد السياسي في البلد لصالحه ، فهو سيراهن في الإنتخابات المقبلة لسنة 2015 على هذا التغييرات التي يقوم بها على قدم وساق ،ولن يراهن بكل تأكيد على تعاطف الشعب معه ولا على نبرة المعارضة التي أجادها دائما ، فالشعب رأى سقوط أوراق التوت عن عورة الحزب،ونبرة المعارضة لن تناسب الحزب الحاكم .
سيتقلص حزب البيجيدي ،وسيعلن ولاءه في الإنتخابات المقبلة المزمع إقامتها سنة 2015 لمنطق اللعب السياسي ،وليس لمنطق العقلانية السياسية ،وسيعلن ولاءه لما قام بتغييره من قطع الشطرنج في الرقعة السياسية ،وهذا ما حذا بحزبين إثنين في المعارضة ،وهما الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والإستقلال ،إلى التحذير من التزوير الممكن أن تشهده الإنتخابات المقبلة ، بل نبها إلى أنه من الممكن لهما الإنسحاب من الإنتخابات إذا شكا أقل شك في عدم نزاهتها .
أما التزوير فهو دائم الإقامة ، لم يغير يوما محل السكن ،كل ما قام بتغييره هو صباغة محل السكن ، وبعض أثاثه كي يظهر بشكل آخر يصعب التحقق منه ؛ أليس قبول حكومة لم يصوت عليها إلا أقل من نسبة 30في المائة هو تزوير فاضح لرغبات الفئات التي لم تشارك في المهزلة؟؟؟ .
الخطوة الأولى لرهان حزب البيجيدي على انتخابات 2015 بدأت بتجاوزه لوزارة الداخلية الوصية على الإنتخابات ،وهذا التجاوز هو حق يراد به باطل ، فدائما ما كانت هناك دعوة لتخلي وزارة الداخلية عن الإنتخابات ، لما قامت به في جل الإنتخابات من تغيير للخرائط الإنتخابية ، لكن ما قام به البيجيدي لا يهدف لإيقاف فعل اللعب بالخرائط الإنتخابية ، بل يهدف إلى تعميقها لصالحه هو ، فالحزب لا يأمن وزارة الداخلية ،والذي يؤمن إيمان شخص مريض بالبارانوايا بأن الوزارة ستحيك ضده المؤامرات الخطيرة كما في السابق ، ولولا حركة عشرين فبراير لما تنازلت الداخلية عن حصارها للحزب ؛ هكذا يعتقد الصقور داخل الحزب ...
في مقابل كل هذا ، ما سمي بالجهوية الموسعة يبقى في خبر كان ، فما دام الحديث جار عن انتخابات مقبلة دون الحديث عن مآلات الجهوية ، فهذا يعني أن الجهوية في الرف على الأقل في هذه الأثناء ؛ فما الذي فعلته حكومة الإخوان المغاربة في هذا الباب ؟؟
أتوفع أن الحكومة ستكون معطلة نسبيا كلما اقترب موعد إنتخابات 2015، والموعد بالزمن السياسي اقترب بشكل كبير ، فلقد علمنا التاريخ أن جل الحكومات كانت تفتر همتها الفاترة أصلا كلما اقتربت الإنتخابات ، لأن الأحزاب المشكلة للأغلبية تهتم باستشراف مواقعها في رقعة الغد ،وتبدأ في منح كل وقتها للتعبئة الإنتخابية ، بل تستغل مواقعها الوزارية والقطاعية لكي تخدم أجندتها الخاصة ، أما ما يمكن أن يهم معيش المغاربة ،وحرياتهم، وأوضاعهم الإجتماعية ، فلينتظر قليلا *لا زربة على صلاح *.
لا أظن أن الاحزاب الإدارية ، في حال كانت على رأس الحكومة ، كانت ستخدم الفساد مثلما خدمه حزب العدالة والتنمية الذي يدعي أنه حزب غير إداري، وأنه حزب خرج من رحم الشعب . لنتذكر في هذا الصدد عفا الله عما سلف التي قيلت من موقع ضعف ،ولم تكن من موقع قوة ،أو من موقع* اللي غلب اعف* ، فلو حقق الحزب ضربات قوية لبعض ،ولس لكل، بؤر الفساد ، لغفرنا له هذا الصفع الذي كانت ستكون له هالة العزة في هذه الحالة ، أما في الحالة التي قيل فيها فهو لس إلا خضوع لمنطق الفساد الذي انسجم معه الحزب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق