الأحد، 24 فبراير 2013

حرب السماء والأرض

حرب السماء والأرض
الكاتب : سيومي خليل
----------------------------------
كأن الحرب بين السماء والأرض .

حرب تشن فيها كل الاسلحة ؛ قصف الأفكار ، التنكيل بالقيود ضد الحياة ، وتلغيم معاني الجمال ...

الحرب كانت دائما ، وكانت تجهز لها الضمائر والأيادي ، واليوم أصبحت خاضعة لخطط مؤسساتية جد منظمة .

لقدإنسلت جماعة من النوع البشري، وأعلنت نفسها من جنس طهراني ، يفوق طهارة الملائكة ، وأعلنت قربها من الله جدا ، وادعت رغبته في إبادة كل أولائك الذين يعتقد أنهم بعيدين عنه ؛ والله لم يكن بعيدا على أحد يوما .

جماعة تتكلم باسم المقدس ،وتعلن أن صك الغفران الوحيد هو الخضوع للتنميط القاتل ،والإنحناء أمام صنم التفسير الأوحد للتعبد .

جماعة تتشكل دائما ، وتجد، كل مرة ، تبريرا لوجودها ، رغم أن التبرير الوحيد لتواجدها هو الجهل ، فكيف يمكن لمن يؤمن باعتقال الحياة في نمط وجود وفكر ، أن يكون عارفا بحضرة الإلاه الذي وزع معرفته على كل العباد .

الحرب دنسة بإسم مقدس متخيل ؛كيف يتم التكفير باسم الرحمة ، التي لسوء الحظ هجنت بأساليب جد مقيتة ، كي تصبح كائنا مشوها ، خليط من القسوة ، والجهل ، والإقصاء ...

الدماء سائل لا يثير الذعر ، إنه نبع للحياة ،وقود إضافي لسير الجماعة الطهرانية نحو جنانها الدنيوية المرغوبة ، وكل حرب مشهدها الأهم هو دم أحمر قاني ، وحرب السماء والأرض ، يعلن فيها سفك الدم برعاية الإلاه ؛ أيرعى الإلاه البندقيةوالسيف ؟؟؟ .

إعتقال الرأي ، تدجج من أجله قوى خاصة ، يتم التنغيم على أوتار التدين،كي تنجح عملية الإعتقال ، فيركن الرأي الحر في عربة الإحتجاز ، ويرمى به في زنزانة الخوف ؛ كيف يسمح الإلاه بالحديث ، ويسرق الألسنة مدعي صيانة هياكل الدين ؟؟؟

كل جديد بدعة ،هكذا تكون الحرب شرسة ، فما خرج عن النسق المرسوم بأذهنتهم العصابية ، خرج عن نسق الله العلي ،وتكف النقاشات والجدل ،فيكف يناقش الغاضب عنه الله؟؟؟ .

لا قانون ينظم حرب السماء والأرض ؛ فمن أعلن نفسه سماويا في لحظة تفريغ جنسي ، لن يفكر في وضع قانون مع سكان الأرض ،الذي يرفعون أعينهم برفق إلى السماء ، ويدركون أن الله للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق